ناقش أحد الأزواج حديثا زوجته، اشتد النقاش وأصبح معتركا للصراخ والاتهام، وفي نهاية الحوار انكسر قلب زوجته خصوصا انها عروس فقال لها: نحن لا نصلح لبعض أنت طالق!
لا تستغربوا ما تقرأون، ليس مشهدا متكررا من مسلسل خليجي، يتعمد إظهار المرأة بصورة النسرة أو الضحية، حتى استحوذ ذلك على عقول بناتنا، فمسلسلاتنا لا تعالج المشاكل بل تزيد الطين بلة.
مما يجعل كيف أكون قوية بالباطل تسبق كيف اهدأ لتسير المراكب.
حين يفتقر هذا الجيل للمسؤولية من الطبيعي مع أول صرخة ان يبني قرارات خطيرة ويبحث عن أسهل الحلول فيختار الطلاق، ضاربا بعرض الحائط مشاعر هذه الإنسانة، حقها في الاختيار بين البقاء أو الفراق.
شباب اليوم للأسف بنوا معايير الزواج الناجح من خلال مواقع التواصل، الكل يريد الحياة المثالية التي يصدرها البعض لنا، لكن قلة من هو يحاول، فتجد المجتمع ينصفه دون حق، ما عجبك الوضع طلق، والمرأة التي شاركته هذه الحياة حتى لو كانت قصيرة لماذا نجعل حقها مهضوما وصوتها غير مسموع.
تروي لي إحدى المطلقات حديثا عن كيفية تفاديها لأي شيء من الممكن ان يهز العلاقة أو يجعلها غير مستقرة: بذلت كل جهدي، وقرأت عن كيفية التعامل مع شخص سأشاركه الحياة، يختلف عني، ومن هذا المنطلق سننشئ معا حياة مشتركة.
تقول: من اليوم الأول معه وانا أجد السيطرة منه بشكل غير ناضج وغير سوي، فهو يريد ان يثبت ذاته لكن من خلال كسر ذاتي، الرفض لمجرد الرفض، تقول في كل مشكلة كان يرفض سماعي، و«يزعل» بشدة، غير متوازن في ردود أفعاله، في مرة كانت الأجواء بيننا صافية، دخل علي بهدوء وقال: انتي طالق! تمالكت نفسي لأني أعرف ان هذه العلاقة لم تنته بسببي بل بسبب قناعات زرعت في نفسيته منذ الصغر، أنت رجل لكن على باطل، مفهوم الرجولة شكلي، لا يمثل أي بطولة، بل يطمر الانهزام بإشهار سيف بلاستيكي.
تعالوا نبدل الأدوار، ماذا لو كانت العصمة في يد الزوجات؟! هل ستكون كلمة طالق سهلة لهذا الحد؟! أو تعال نجرب مرة أخرى يمكن هالمرة نثبت العكس! رغم ان المرأة عاطفية الا انها مستعدة ان تحاول مرة واثنتين وثلاثا ليستقر المركب وتنقذ هذا الزواج، ستفكر قبل ان تقول: طالق، ستدرك حجم الخسائر، ستكون متصدرة لان «تشيل» عيبك حتى تكون دليلك.
لكن بما ان «الرجال شايل عيبه» كما غرس فيه المجتمع هذا المفهوم، فهو دوما صح، وبنت الناس على خطأ، وهي التي تتحمل مسؤولية فشل هذا الزواج.
كيف لهذا الرجل ان يعرف قيمته دون ان يعرفها عن طريق إبخاس قيمة الطرف الآخر، فبذلك لا يحترم نفسه وعمره ما راح يحترم غيره ستكون الحياة عنده أخذ فقط دون عطاء، وهذا ما يجعله سليط اللسان رافض النقاش متجهم الوجه.
إذا حدّثتَ أم العيال لا تناديها الا بأحب الألقاب لقلبها، اجعلوهن يشاهدن هذه المحبة ليتغذين على الحب، فلا يعطين الا الحب.
حين يخبرك ابنك عن مشاكل واجهته في بداية حياته الزوجية إياك ان تقول «اكسر لها ضلع» أو «خلك حمش» بل أخبره بوصفة للصبر، تجعل من المرارة حلاوة، فتطرح الثمر في هذه العلاقة.
Dr_ghaziotaibi@