تعرف انه 22 من الشهر عندما تدخل الجمعية وترى أنه لا أحد يستعمل العربات الكبيرة، بل أغلبهم يستعمل السلة الصغيرة، وبعضهم لا يحتاج سلة فهو هنا لأخذ «عينات» فقط «يعني حبة حبتين يقزقز فيها».
كذلك تعرف انه 22 من الشهر، عندما ترى الذي أمامك في محطة البنزين يستعمل الفيزا للدفع فالبطاقة فيها 7 دنانير فقط ولا يستطيع سحبها، لذلك يقرر الاستفادة منها في البنزين.. وهناك علامات أخرى على أن اليوم هو 22 من الشهر:
1_ تعلم انه 22 من الشهر عندما يتحول دعاء الشحاذة أمام باب الجمعية من 3 جمل إلى كلمة واحدة فقط وتقولها من غير نفس تدري الحال من بعضه، ليش تتعب؟
2_ تعلم انه 22 من الشهر عندما يصبح صبي المصبغة أقوى شخصية بالفريج، فبمباركته تستطيع غسل وكي ملابسك بالمجان لأنك لا تستطيع دفع ثمن تنظيفها.
3_ عندما ينظر لك أنذل واحد في الدوام، وهو المكشر دائما، بابتسامة صفراء فاعلم أن المسكين مفلس ويريد التسلف منك.
4_ عندما يدفع أحدهم 100 فلس ثمنا للجريدة مكونا من عملات 5 و10 فلوس، نصفها وجدها تحت كشن السيارة.
5_ عندما تكثر كلمة «ولعة أو فحم» من زبائن الشيشة في المقهى بدلا من طلب راس شيشة جديد تعلم انه 22 من الشهر حيث يمضي الزبون على نفس الشيشة ساعة كاملة.
6_ عندما يغير صديقك مكان العشاء من مطعم فاخر إلى محل عادي.
7_ عندما يبدأ أصدقاؤك بالاتصال عليك من الهاتف الأرضي.
أما اليوم الذي بعد 22 وهو يوم نزول الرواتب فإن موظف البنك المختص بجهاز «الكي نت» يكرهه، فما أن ينتهي بملئه بآلاف الدنانير، ويذهب ليستريح قليلا، حتى تبدأ صفارة الجهاز المزعجة بتنبيهه أن النقود نفدت، فيقوم متأففا لملئها من جديد، وهو يتساءل «وين يودون هالفلوس؟».
ما هي قصتنا مع 22 من الشهر؟ ليش دائما مفلسين في هذا اليوم؟ هل هو غلاء أسعار؟ أم انه سلوك استهلاكي خاطئ؟
نقطة أخيرة: اليوم هو 22 من الشهر والرصيد مصفر، والفيزا ما فيها إلا 8 دنانير، والماكينة ما تسحب إلا 10، الله يعينك روح افتر، إلى أن تجد محطة بنزين تقبل الفيزا، وعندما تذهب لجهاز «الكي نت» في البنك للمرة الرابعة، يطلع لك موظف البنك من الشاشة ويقول يا أخي أزعجتنا وخسرتنا ورق على الفاضي، ما فيه معاش، ما نزل للحين، اليوم 22 من الشهر، تمضي ولسان حالك يقول «وين أولي وين أروح؟»، تذهب إلى البيت وتستلقي على السرير وتفتح الجريدة.. لتقرأها ربما هناك منحة جديدة أو إسقاط للقروض، أي شيء يفرح، لتقع عيناك على تصريح لمجموعة الـ 26، حيث صرحوا بوجوب أن تلتفت الحكومة إلى مساعدة الشركات المتعثرة بدلا من إسقاط القروض، (إنا لله وإنا إليه راجعون)، يا جماعة الخير تكفون روحوا قولوا لهم لا يصرحون بهاليومين (21 و22)، ترى الناس واصلة حدها وهذا النوع من التصريحات في هذا التوقيت يجيب المرارة والضغط والسكري.