بعد دفعي رسوم الاستقدام لمكتب الخدم وانتهاء توقيع أوراق الخادمة الجديدة، أشرت لها بالتوجه معي للسيارة وافقت لكنها استأذنتني للتوقف قليلا عند الكراسي التي تجلس عليها باقي الخادمات فقط لتعطي إحداهن باقي علبة بسكويت كانت معها، لم أقل لها شيئا لكن في الطريق إلى البيت في السيارة سألتها عن هذا التصرف فأوضحت لي أن هذا البسكويت هو الشيء الوحيد الذي تناولته اليوم كله وكان وقتنا آخر العصر وكانت طائرتها قد وصلت في الصباح، وقد انتظرت هي وباقي الخادمات عدة ساعات في المطار في انتظار مندوب مكتب الخدم الذي تأخر عليهن كثيرا وحتى عندما أتى لم يأخذ إلا ثلاثا وترك الباقيات ينتظرن أيضا أكثر من ساعة ليعود ويأخذهن أيضا.
عند ذهابي للمطار مررت بمكتب استقبال الخدم الموجود في السرداب وفعلا شاهدت العشرات من الخادمات بعضهن على الكراسي والأخريات جالسات على الأرض وكان واضحا وجود علامات الإنهاك والجوع بل وحتى الجفاف على ملامحهن، اقتربت من الموظف الموجود على المكتب واستفسرت منه عن سبب هذا الوضع، فأوضح لي أن الكثير من مكاتب الخدم توفر سيارات صغيرة لا تكفي لأكثر من خادمتين أو ثلاث فيقوم المندوب بعدة مشاوير لإيصال الخادمات كلهن لمكتب الخدم وكذلك يتأخر الكثير من مندوبي مكتب الخدم فتظل الخادمات متكدسات فيالسرداب من دون أكل ولا حتى ماء.
هذا وضع غير مقبول ومنظر بشع يشاهده القادمون والمغادرون في مطار الكويت يعطي صورة سيئة عن بلدنا الحبيب.
لذلك أتوجه بالمناشدة إلى لجان الدعوة إلى الإسلام في الجمعيات الخيرية في الكويت، هذه أكبر فرصة لكم لعمل الخير وفي نفس الوقت نشر الإسلام..الفكرة هي وضع كاونتر لتلك اللجان مع توفير صناديق وجبات توزع على تلك الخادمات لسد جوعهن وفي نفس الوقت تعريفهن بالإسلام سواء عن طريق داعية أو كتيبات بلغتهن الأم.
٭ نقطة أخيرة: المكان هو مكتب استقبال الخدم في سرداب مطار الكويت، من يرد الحسنات والأجر فليتبرع ببرادة ماء تروي أولئك المسكينات عطشهن منه، ولتجود نفسه بما يستطيع من صدقة الأكل عليهن.. يا باغي الخير أقبل.
www.leeesh.com