من أشهر وأطرف المسلسلات الكوميدية الأميركية في التسعينيات مسلسل اسمه «ساينفيلد»، احد شخصيات هذا المسلسل اسمه جورج كاستانزا وهو شخص طيب لكن حظه دائما سيئ وأخيرا ابتسم له الحظ وخطب فتاة ثرية ولكن سوء الحظ ضربه مرة أخرى فقد توفيت تاركة ثروة كبيرة ذهبت كلها لعائلتها التي كانت تكره جورج وتحمله مسؤولية وفاتها فأرادوا الانتقام منه بطريقة خبيثة فقاموا بتخصيص كل ثروتها لصندوق خيري وجعلوا جورج رئيسا له مع لجنة من عائلتها. وتجتمع هذه اللجنة كل أسبوع لتقرر صرف مبلغ كبير في شتى الأعمال والتي بعضها لم تكن خيرية، فقط الهدف منها إثارة حنق جورج وهو يرى ملايين خطيبته تذهب يمينا وشمالا ولا يتجه دولار واحد منها لجيبه. وهو المتعثر ماديا ولايزال يعيش عند والديه على الرغم من أنه شارف على الأربعين.
وكان شر انتقام منه وهو يرى أن هدف اللجنة هو إعطاء جميع الناس أموال خطيبته إلا هو.
تذكرت جورج كاستانزا وأنا أسمع «طنطنة» بعض نواب مجلس الأمة المتصاعدة تجاه وزيرين في الحكومة وما أصدروه من وعيد وتهديد وقد يتطور غالبا إلى استجوابات ساحقة ماحقة لا تبقي ولا تذر وكأن استجواب وزير الإعلام السابق لم يثر غبارا كافيا أبعدنا عن القضايا الملحة كالتجنيس والوثيقة الاقتصادية.
وحال الشعب هو كحال جورج كاستانزا فعلى الرغم من أنه هو الذي أوصل هؤلاء النواب إلى كراسيهم ومواقعهم الحالية فإنه يرى بحسرة كيف أن هؤلاء النواب يفعلون كل شيء إلا الوفاء بوعودهم الانتخابية فشرقوا وغربوا وغاصوا في وحل الرياضة الشائك وأشغلوا الناس في استجواب كان يستطيع الانتظار عدة أسابيع أو حتى أشهر والآن نرى مجموعة أخرى منهم تشحذ سكاكينها على وزيرين اثنين في قضايا لا ترقى للاستجواب لكنه الهرب من القضايا الكبرى والملحة للشعب الكويتي.
نقطة أخيرة: مطلوب حملة وعي كبيرة تنتشر بين الناخبين ليتواصلوا مع نوابهم مباشرة ليعيدوهم إلى الطريق الصحيح والابتعاد عن التأزيم للتأزيم.
ghunaimalzu3by@