تجربتي مع صفاة الأغنام طريفة وتستحق عملا كوميديا عنها، بسبب قلة خبرتي في نوع الأغنام، وغالبا (شريطية) الغنم لديهم حاسة غريبة لتمييز الذي يعرف أو الجاهل بها، فقط من مظهره، وهو قادم إليهم، وبسبب وجود (كود) بينهم لا يهجمون عليك كلهم، فبينهم لغة إشارات خفية، بأن هذا (الضحية) القادم هو من نصيبك، الظاهر عندهم دور أو قرعة.
والأغرب من ذلك أنهم يقسمون بأغلظ الأيمان أن هذا الخروف عربي نعيمي اصلي ويحلف بعائلته وأطفاله، وعندما تقف بدورك عند القصاب تسأل أحد (الشياب) الذي ينتظر دوره بجانبك عمي شرايك هذا الخروف عربي أو لا؟ يضحك ويبدأ يعطيك محاضرة عن أن هذا الخروف هو (شفالي) وانه تم النصب عليك ودفعت 30 دينارا زيادة عن سعره الحقيقي.
وحالتي تشبه عشرات الآلاف من الكويتيين الذين يتم النصب عليهم بطريقة أو أخرى في صفاة الأغنام، والذي ينجو من الاحتيال لا ينجو من السعر المبالغ فيه مقارنة مع الدول المجاورة.
اللحم مادة أساسية في المائدة الكويتية، ويجب ألا تترك أسعاره في مهب الريح، وعلى مزاج ثلة قليلة من التجار تجتمع لتقرر احتكاره ورفع أسعاره كلما طاب لها ذلك.
وأنا عندي اقتراح أتمنى الأخذ به وتطويره، وهو العودة لنظام (الشاوي)، والشاوي لمن لا يعرفه هي مهنة وجدت في الكويت ولم تختف إلا أواخر الستينيات وهو راعي الأغنام الذي يجول على البيوت ويجمع أغنامهم وماعزهم، ويذهب بها للرعي ثم يعود بها عصرا بعد أن رعت وشبعت من عشب الصحراء لتدخل البيوت في غرف صغيرة مخصصة لها في طرف حوش البيوت.
هذا النموذج الاقتصادي الجميل سمح لتلك العائلات بالاستفادة من تلك الأغنام سواء من لحمها أو لبنها بطريقة سهلة ويسيرة لا تكلفهم كثيرا ولم يحتاجوا لاقتناء مزارع كبيرة لتربية تلك الأغنام، فحاجتهم وقدرتهم تنحصر في 3 أو 4 أو حتى 5 رؤوس بالكثير من تلك الماشية.
اقتراحي هو إنشاء مزارع تعاونية عملاقة تستقبل ماشية المواطنين لتضعها في غرف صغيرة تربيها فيها بحيث لا يتجاوز عددها 5 من الأغنام أو الماعز أو حتى بقرة، لمَ لا؟
مقابل رسوم شهرية أو سنوية، تعتني تلك المزارع بالأغنام من ناحية العلف والبيطرة والنظافة، وانت لك أن تذبح منها ما تشاء، وهي بالتأكيد ستبقى أعدادها ثابتة عند الـ5 وما زاد على ذلك إما أن تأخذه لذبحه واستهلاكه في بيتك أو بيعه وتحصيل (قرشين حلوين) يساعدونك على تسديد أقساط تلك الغرف في المزرعة التعاونية العملاقة.
هذا الاقتراح هو بداية لفتح المجال لأفكار كثيرة متأكد أنها موجودة لدى الكثير من المواطنين، منها مثلا توجد في الكويت ألف مدرسة ما بين خاصة وحكومية، لو قام قسم العلوم في كل مدرسة بإنشاء حظيرة يربون فيها 5 من الأغنام ستكون فرصة تعليمية حية لطلاب المدارس وسيتم بيع 10000 رأس من الأغنام (بحكم انها تكاثرت) كل نهاية سنة دراسية.. تصوروا ماذا سيفعل هذا الأمر بأسعار الغنم في الكويت، ستهبط للحضيض.
نقطة أخيرة: ما سبق اقتراحات أولية، وأعلم أن لدى باقي المواطنين أفضل وأذكى منها فقط تحتاج أذنا صاغية من وزير التجارة خالد الروضان الذي يعد من أكثر الوزراء النشطين والمتفاعلين مع الشعب، سواء عبر حسابه في «تويتر» أو من إدارة مكتبه النشطة.
ghunaimalzu3by@