تنتظر بدورها بلهفة وعلى استعجال، وما أن يأتيها حتى تدخل مباشرة أحيانا حتى لا تنتظر خروج المريضة التي قبلها من الباب بل تضربها كما نقول بالكويتي (اكتاف).
الدكتور بخبرته وفطنته يعرف أن هذه المتحمسة لا تشكو من شيء ولا تبحث عن علاج بل تريد أمرا آخر، لذلك هو يبادرها بالسؤال حتى قبل أن تستوي في جلستها كم يوم عاوزه؟
تطلب الحد الأقصى وهو 3 أيام لا يرد عليها بل يطبع بعض الكلمات التي لا تستغرق دقيقة منه ثم يصدر صوت واهتزاز من طابعته التي بدأت ترتجف ليخرج منها ورقة تتابعها نظرات تلك الموظفة بلهفة وترقب. يأخذها ويوقعها ويعطيها لها فتتلقفها منه سعيدة وتسرع الخطى لموظفة الاستقبال لتضع عليها ختم المستوصف ومنها إلى باب الخروج مهرولة وكأن معها غنيمة كسبتها في معركة شرسة.
ما سبق يتكرر يوميا عدة آلاف المرات في كل مستوصفات البلد وهو أمر للأمانة حق للموظف والموظفة كفلتها لهم قوانين الخدمة بالإضافة الى أن أيام الإجازة المرضية هذه ستخصم من رواتبهم. لكن وهذا وهو الأمر الخطير وهو موضوع المقالة الأساسي، الطبيب عندما يكتب إجازة مرضية لا بد أن يرفق معها سببا مرضيا او مشكلة صحية لكي يقبل الكمبيوتر او نظام الخدمة المدنية إدخال الإجازة. طيب بعد أن يكتب الدكتور الحالة المرضية عليه كإجراء تالٍ وضروري ان يكتب الوصفة الطبية وغير ذلك يعتبر إجراء خاطئا فكيف تكتب في الكمبيوتر ان فلان الفلاني أتى للمستوصف وهو يشتكي من ذلك المرض او تلك العلة وتكتفي بذلك ولا تكتب له دواء ليعالجه من تلك المشكلة الصحية. الآن التساؤل الذي يطرح نفسه بشدة وإصرار هو ما هو مصير تلك الآلاف من الوصفات التي كتبت لطالبي الإجازة المرضية والذين بعضهم لا يعلم بها واكثرهم لا يهتم بها بل يخرج مسرعا من المستوصف فرحا بالإجازة الطبية؟ بل ان اغلبهم يترك ورقة المراجعة على مكتب الطبيب لان يديه مشغولتان بالصيد الثمين وهي الطبية.
ألم يلفت نظر قطاع الأدوية في وزارة الصحة عدم صرف الآلاف المؤلفة من تلك الوصفات التي لا أبالغ إن قلت انها قد تصل لملايين الوصفات؟ ففي اليوم الواحد الذي يسبق اي إجازة رسمية تصل تلك الطبيات لأكثر 20 او 30 ألفا وعليكم الحساب شوفوا كم عطلة رسمية مرت علينا.
انا لا اتهم احدا ولا اطعن في ذمة احد معاذ الله انا فقط أقول مئات الالوف من الوصفات الجاهزه هي منجم ذهب عملاق إذا سقطت في الايدي الخاطئة مع كل الاحترام والامتنان والتقدير لكل العاملين في الجهاز الصحي الكويتي من وزير الصحة الي اصغر وأحدث موظف.
نقطة أخيرة: المطلوب هو فتح باب التحقيق والمقارنة بين الوصفات الطبية والإجازات الطبية (اي برنامج كمبيوتر يعمل لك شيء اسمه كرس كروس) ستكتشف الوزارة باعتقادي وضع يحتاج للمزيد من الرقابة والتدقيق.. والجرد.
ghunaimalzu3by@