وضع دوام المدرسات والمدرسين في مدارس خالية من الطلبة هو وضع خاطئ تتحمله بالكامل وزارة التربية التي لم تصدر قرارا واضحا وصارما بإغلاق المدارس يوم توزيع الشهادات المدرسية وإلغاء قرار امتحانات الدور الثاني في نهاية العام الدراسي وتأجيلها كما في السابق في بداية العام الدراسي.
وإلا بالله عليكم طالب سقط في مادة قبل أسبوع (شلون تبيه) ينجح في نفس المادة بعد إعادة امتحانه في فترة لا تتجاوز أياما معدودة؟ كيف تتوقع الوزارة أن يتغير حال هذا الطالب؟ هل تعتقد أن بإمكانه أكل حبوب ذكاء صناعية خارقة ترفع مستواه الدراسي في هذه الفترة الوجيزة؟!
حرام عليكم يا وزارة التربية اللي تعملونه في المدرسين والمدرسات. لا يوجد أي سبب منطقي أو عاقل يبرر دوام أكثر من 150 ما بين هيئة إدارية أو تدريسية في مدارس خالية من الطلبة.
اتركوا عنكم التنظير والفلسفة بوجوب تقييم المنهج الدراسي وغيره من الأسباب الواهية التي تجعل الوزارة تصر هذا الإصرار الغريب على دوام المعلمين والمعلمات بعد توزيع الشهادات في مدارس خالية.
طيب رياض الأطفال عندهم دور ثان؟ ولا العملية مكابرة وعناد فقط لتجبر معلمات الرياض للدوام حتى 6/ 6؟
الوضع مزر لدرجة أنه انتشر في وسائل التواصل الاجتماعي تعميم مضحك مبكٍ لإحدى مديرات رياض الأطفال تطالب المعلمات (بعدم النوم) وإلا طبقت ضدهم اللوائح.
تعالي يا أبلة رياض الأطفال وداومي من 7.30 صباحا حتى 12.15 ظهرا بدون أي عمل فقط تعالي واجلسي على الكرسي لمدة 5 ساعات بعدها روحي بيتكم؟ بذمتكم هذا كلام يدخل العقل. عيب أقسم بالله عيب يتم التعامل هكذا مع مربيات أجيال.
والحال نفسه في مدارس الابتدائية والمتوسطة، لكن الطامة الكبري هي المرحلة الثانوية نهاية دوامهم ٦/٢٢ تصوروا ٤ أيام قبل عيد الفطر المبارك.. هل يعلم مسؤولو التربية التأثير النفسي المدمر لهذا القرار.. أحجزك في مكان لا عمل فيه وأجبرك على الحضور يوميا في موقع أنا لست بحاجة لك فيه حتى يقارب شهر رمضان الكريم على الانتهاء بعدها أطلق سراحك ولم يبق منه إلا 3 أيام؟
تصوروا آلاف المدرسين والمدرسات الوافدين الذين تأتيهم صور وفيديوهات بالواتساب من عوائلهم عن أجواء وطقوس رمضان في بلادهم، لكم أن تتخيلوا شعورهم بالحسرة والحزن لعدم تواجدهم هناك وبدلا من ذلك هم في مدارس خالية من الطلبة ويجلسون في مكاتبهم يقتلهم الملل والانتظار الكئيب.
هذا غير اللخبطة (اللي صايرة) حاليا في مدارس يقوم المدير أو المديرة مشكورين بعمل جدول يتناوب فيه المدرسون والمدرسات الدوام مثلا يوم وترك أو أسبوع وترك.. وفي نفس الوقت هناك مدراء ومديرات نظام عسكري لا تأخير دقيقة واحدة لا جدول تناوب في الدوام. تباين وتضارب غريب في القرارات حتى انه وصل الوضع الى أن هناك مدارس تقع في نفس المنطقة وفي نفس الشارع تطبق تعليمات دوام متناقضة تماما، والأمر كله في غياب قرار واضح من الوزارة يرجع لمزاجية الناظر أو الناظرة وهو أمر فيه ظلم كبير.
نقطة أخيرة: برأيي الشخصي المسؤولية كاملة تقع على وزير التربية د.محمد الفارس الذي يجب أن يتدخل شخصيا ويصدر قرارا واضحا وصارما بإنهاء هذا الوضع الخاطئ وجعل آخر دوام للهيئة الإدارية والتدريسية هو يوم توزيع الشهادات المدرسية.
نقطة أخيرة: الحل هو اقتراح برلماني برغبة يقدم لوزارة التربية بتقديم عطلة الهيئات التدريسية والإدارية في جميع مدارس الكويت إلى 8 يونيو. هل من نائب فاضل يتبنى هذا الاقتراح؟.