من الآثار الطريفة لراتب الـ 45 يوما أنه أحدث بعض التغييرات في سلوك المواطن الكويتي. فسبب خلو الرصيد من الفلوس اصبح المواطن اكثر هدوءا وطمأنينة من التوتر الذي كان يعانيه حين تبدأ رسائل الهاتف بـ «الطنطنة» لتخبره عن نزول الراتب في حسابه. تصيبه رعشة خفيفة ويبدأ بالتفكير في سبل تصريف هذه الأموال. طبعا هناك بعض طرق وسبل صرف راتبه تذهب من دون إذنه وهي الأقساط والالتزامات التي على راتبه وهذه أيضا تزيده حسرة لكنها ليست مثل كمية القلق التي تنتابه حين ينزل المعاش ولسان حاله «وين اصرفه؟ وين أوديه؟»، وأيضا من إيجابيات راتب الـ 45 يوما ان الكويتي وخاصة الأطفال والمراهقين توقفوا عن طلب الوجبات السريعة المليئة بالدهون المشبعة والتي يعدها ناس غرباء الله أعلم بنظافتهم ونظافة المكان الذي يعدون فيه تلك الوجبات وعادوا للأكل البيتي النظيف الذي تعرف من يعده لك.
وهذا الامر أثر على صحتهم إيجابيا.. شكرا راتب الـ 45 يوما.
وكذلك استفادت الاسرة الكويتية من راتب الـ 45 يوما في أنه التأم شملها بسبب عدم وجود مال زائد لذهاب الأولاد للسينما أو البنات للتسوق او الأب لسفرة سريعة مع الربع. شكرا لراتب الـ 45 يوما الذي أعاد تعارف الاسرة الكويتية بعضها البعض وجمعهم في صالة البيت.
ومروريا ارتاحت الشوارع من السيارات التي تجوب الشارع ليلا ونهارا فقط لأنهم «زهقانين ويبون يطلعون».. فيذهبون لأقرب محطة بنزين لتعبئة السيارة «فل» وعدم النظر حتى في عداد محطة البنزين فقط: «كم حساب صديق؟»، وبفضل راتب الـ 45 يوما تم استبدال العبارة السابقة بـ «صديق عبي واحد دينار عادي بس.. أوكي؟».. ويكرر كلمة الـ «أوكي» عدة مرات على مسمع عامل المحطة وعينه على العداد لا يزيد كم فلس ويتوهق.
ولأن الدينار عزيز فتقتصر مشاوير السيارة على الضرورية فقط.
يعني باختصار انعدام الراتب أدى الى راحة البال للمواطن الكويتي وجمع شمل الاسرة وحافظ على صحة الأبناء وخفف زحمة الشوارع، في هذه الحالة اقترح على الحكومة ان تفكر جديا في إيجاد بديل للراتب النقدي للمواطن، هذا البديل يضمن تلبية حاجاته الاساسية وتضمن له حياة كريمة (من دون كاش) يعور راسه ويعمل له صداع ويخليه يعيش في قلق دائم ان نزل في حسابه توتر وان تأخر نزوله توتر أكثر (شنو هالحياة؟).
نقطة اخيرة: اللي راح يزعل من الاقتراح ودي أسأله سؤالا: 15 الشهر وين معاشك؟
@ghunaimalzu3by