يمر عليك في حياتك آلاف الأشخاص، بعضهم يمر كالطيف لا تحس به، والآخر يحدث بك ضررا كثيرا، لكن النوعية الأفضل هي التي تغيرك كثيرا الى لأفضل وتعطيك إحساسا بان الحياة جميلة وتستحق العيش فيها.
من أبرز أمثلة النوعية الأخيرة الفنان العملاق الراحل عبدالحسين عبدالرضا من خلال أعماله الجميلة، على مدى عدة عقود وعينا على الدنيا وصورته الجميلة تملأ شاشة التلفزيون الأبيض والأسود هو ورفاق دربه سعد الفرج، وخالد النفيسي، ومحمد جابر، وغانم الصالح.
الذين نقلونا إلى عوالم جميلة لم نعرفها وسطروا لنا رسائل سامية من أعمالهم الخالدة.
لكن كان للمرحوم عبدالحسين عبدالرضا وضع آخر ومتميز بين رفاق دربه، فلم يكن يمثل بل كان يعيش الدور ويتقمصه حتى أوشكنا على نسيان انه ممثل يؤدي دورا.
كان لديه رحمه الله قبول عجيب يدخل إلى القلب مباشرة فتتقبل منه كل ما يقوم به على الشاشة.
أحد أبرز أعماله الخالدة مسلسل درب الزلق الذي بلا مبالغة يستحق لقب المسلسل الخليجي الأول على مدى الـ ٦٠ سنة الماضية أضحكنا فيه وأبكانا وأوصل لنا رسالة عظيمة ان المال ليس كل شيء بل العمل والعزيمة هما الوسيلة الأفضل لتحقيق الأحلام.
ما زلت أتذكر في نهاية الثمانينيات حين كنت أتلقى العلاج في لندن ان شريط درب الزلق كان يتداول بين المرضي الخليجيين هناك وعائلاتهم.
الجميع يحرص على اقتنائه والمحافظة عليه ككنز ثمين يذكرهم بحلاوة أوطانهم ومجتمعاتهم الجميلة التي تركوها وراءهم.
نقطة أخيرة: أبوعدنان غيرنا كثيرا.. زرع فينا قبول الآخر، علمنا انك وإن اختلفت في اصلك وفصلك عن أي شخص آخر فهو إنسان مثلك له همومه وطموحاته ومعاناته مع الحياة.. باختصار تعلمنا من الراحل العملاق عبدالحسين عبدالرضا كيف تكون «كويتي وبس».. إلى جنات الخلد يابوعدنان.
Ghunaimalzu3by@