دخل ولدي الصغير عبدالهادي الى المدرسة الابتدائية في الصف الأول. وقد لاحظت عليه بعد عودته من اليوم الأول علامات الصدمة ولسان حاله يقول: لماذا لم تخبرني بكل هذا يا أبي؟
رددت عليه: أعتذر منك يا هادي لأنني لم أخبرك عن الأمور التي ستواجهك في المدرسة.
أعتذر منك لأنني لم أخبرك عن بعض الأطفال الذين لم يربهم أهلهم فتحولوا الى وحوش صغيرة مزعجة لك ولمدرستك، بل أن بعضهم أهلهم يوصونهم على (القشارة) وعلى العنف تجاه زملائهم ويتفاخرون إذا ولدهم أو بنتهم تعدت بالضرب على زملائها بالصف وكأن قلة الأدب والتطاول على الآخرين أصبحت عادة حميدة!
أعتذر منك يا هادي لأنني لم أخبرك عن اليوم الدراسي الطويل والطويل جدا الذي حتى البنك الدولي الذي دفعت له الحكومة أموالا طائلة ليقيم التعليم في الكويت قال إن اليوم الدراسي في الكويت طويل.
طفل عمره ٦ سنوات (تسحبه) من السابعة والنصف حتى الواحدة ليش؟ إنهاك لجسده ولصحته ولعقله الصغير، يحكي لي معلم ذو خبرة ٣٠ سنة يقول إن الطالب بعد الساعة ١٢ (يفصل) ويتحول الى جسد خال من الحياة لا يستقبل منك شيئا فتشفق عليه ولا تعطيه المادة كاملة.
وقد طالب أولياء الأمور والكثير من المعلمين والمعلمات بتقصير اليوم الدراسي لهؤلاء لكن لا حياة لمن تنادي. قاتل الله المكابرة والمكابرين.
كذلك أعتذر منك يا هادي لأنني لم أخبرك أن معلمتك وضعت الوزارة على كاهلها أحمالا لا تطاق جعلتها لا تستطيع التركيز على مهمتها الأساسية والوحيدة وهي تعليمك فقط ولا شيء غير ذلك «فلا درس نموذجي تقط عليه ربع راتبها ولا تحويل زيارة الموجه للمدرسة كأمر مرعب يجب التحضير والاستعداد له»، هذا غير إجبارها على المشاركة في كل نشاطات المدرسة كل هذا فقط من أجل تجميل صورة المديرة والإدارة عند الوزارة والمنطقة التعليمية.
أعتذر منك يا هادي يا ولدي لأنني لم أحذرك من أنه على الرغم من أننا من أغنى دول العالم فإن ٧٠% من طلاب وطالبات مدارس الكويت يصابون بالجفاف والعطش الشديد في أثناء اليوم الدراسي خاصة آخر ساعتين فيه بسبب وعدم نظافة البرادات وقذارة فلاترها كما كشف فيديو منتشر في وسائل التواصل الاجتماعي، هذا غير «توانكي» الماء التي نادرا ما يتم تنظيفها بل إن بعضها لم يفتح غطائه منذ الغزو هذا إن كان به غطاء!
ما سبق غيض من فيض يا هادي..أرجوا أن تسامحني.
ghunaimalzu3by@