كانت في الماضي من أجمل فترات اليوم. بمجرد العودة من المدرسة وأكل وجبة الغداء ننطلق الى الشارع والبراحات للعب كرة القدم أو منافسات «التيله» أو لعبة «المقصي» التي أعتقد ان الأميركان سرقوا فكرتها واخترعوا منها لعبة البيسبول.
ولم يقتصر الاستمتاع بفترة العصر على الأولاد بل كانت البنات الصغيرات في الخارج وليس بعيدا عن بيوتهن يمارسن تلك الألعاب الشعبية الجميلة الخاصة بهن.
وكان كبار السن يحبون تلك الفترة التي تسمح لهم بالاستمتاع بضوء الشمس بدون أن يحرقهم لهيبها بحكم انخفاض درجات الحرارة في تلك الأوقات.
أيامنا هذه حدث شيء لتلك الفترة تبخرت، اختفت، وتحولت الى وقت للكسل والخمول للآباء وعذاب الدروس الخصوصية للأمهات والأطفال (أولى ابتدائي يجيبون له مدرس خصوصي منو يصدق؟).
تحولت الى فترة تنقلنا لليل مباشرة حيث يبدأ الكويتيون بالانتشار في الشوارع وكأنهم مزرعة نمل تم هدم عشها.
ما سبب اختفاء العصر من اليوم الكويتي؟ هل هي المناهج الطويلة الغثيثة التي تسببت في حبس الأطفال في بيوتهم وشققهم ليدرسوا ولتضيع كل تلك الفترة الجميلة المشرقة بين عربي وإنجليزي ورياضيات مما يجعلك تتساءل: ماذا كانوا يفعلون بالسبع ساعات التي يقضونها بالمدرسة ألم يتعلموا شيئا؟
أحد الأسباب قد تكون أيضا هي اختفاء شيء اسمه شارع في مناطقنا وضواحينا والتي بسبب احتلال السيارات لها فبالكاد ترى مساحة صغيرة أمام أي بيت كويتي لم تحتلها تلك السيارات.
وكذلك سبب آخر هو اختفاء المساحات الجميلة بين البيوت التي كنا نطلق عليها في السابق البراحة واحتلت مكانها أفرع الجمعيات والبنوك. وعدم اهتمام هيئة الزراعة بحجز ولو مساحة صغيرة في كل ضاحية وتسويرها بسور صغير وتخضيرها فقط، ولا يحتاج الموضوع الى ربط مالي ومناقصة تكلف أضعاف الأضعاف فقط لإنشاء حديقة تستغرق سنتين أو ثلاثا.
ما يلفت نظرك قبل أن تحط بك الطيارة في لندن أن ترى من الطائرة بعينك عشرات المساحات الخضراء الصغيرة والتي بعضها لا يتجاوز 4 في 5 أمتار.. لا يتركون أي مساحة صغيرة إلا واستغلوها وجملوها لراحة السكان.
وأحد الأسباب كذلك هو الكسل والخمول وعدم حب الحركة مع أن فترة العصر فترة جميلة ورائعة تمنحك قليلا من ضوء الشمس المفيد لصحتك.
نقطة أخيرة: خففوا المناهج ووسعوا الشوارع وزينوا مناطقنا بالتخضير وانشروا ثقافة الصحة والنشاط لكي يرجع العصر الي يومنا الكويتي.
ghunaimalzu3by@