والله العظيم ليست فلسفة ولا تنظيرا ولا «تكير» لكن لم أر في حياتي منظرا أكثر تخلفا من منظر «الهدة» في مدارس الابتدائي في الكويت سواء البنات أو الأولاد، تجميع أكثر من ٧٠٠ طفل ثم دفعهم مرة واحدة الى ممرات ضيقة وبوابة أضيق بسبب تجمع الآباء والأمهات والخادمات والسائقين.
منظر غير صحي جدا تصوروا طفلا أو طفلة (شايل) على ظهره حقيبة تزن ٤ كيلو غرامات يحاول تجاوز طوفان البشر المتكدسين أمامه والذين بعضهم فيه «تناحة» غريبة يقف مثل البرج ولا يتزحزح عن مكانه في منتصف الممر على الرغم من رؤيته مئات الأطفال يحاولون الخروج من هذا التكدس وهربا من الطابور الطويل الذي يتبعهم ولن يتوقف بل سيصطدم بهم من الخلف ويؤذيهم.
هذا غير المدرسات اللاتي ما أن يوقعن في كشف الانصراف حتى تطير «حد الدعسة» للخروج من المدرسة ولا ألومها فوراءها بيت وأطفال وكذلك أمامها زحمة الشوراع الخانقة التي ستمضي نصف الساعة القادمة فيها على أقل تقدير.
وهناك أمر لا أفهمه وهو السبب في عدم السماح للمدرسة التي ليست لديها حصة أخيرة بالخروج من المدرسة بوقت أبكر من الواحدة والنصف؟ لماذا هذا الإصرار الغريب على زيادة الزحمة بزحمة أخرى؟ دعوهن يخرجن مثلا قبل الواحدة بخمس دقائق طبعا بالتنسيق مع رئيسة القسم.
بهذه الطريقة خففت زحمة الخروج، كما أنك تعمل شيئا آخر عظيما وهو إخلاء مواقف سيارات المدرسة وإتاحة مكان للأهالي والسائقين ليقفوا مكانها بدلا من الوقوف فوق الأرصفة.
موضوع خروج الطلبة خاصة الابتدائي يجب أن يحظى باهتمام الوزارة لإيجاد آلية أفضل وأكثر إنسانية فأنت تزرع في عقل هذا الطفل من صغره أن الفوضى والتدافع هي اسلوب حياة.
أحد الطرق برأيي هي السماح للأهالي بدخول المدرسة الساعة الواحدة و٥ دقائق لأخذ أطفالهم في الصفين الأول والثاني مع التضحية بالحصة الأخيرة التي باعتقادي أن الطفل فيها (ذابحه الجوع والعطش ويبي بيته) فمهما حاولت الأبلة المسكينة إدخال أي معلومة في راسه فستواجه بعلامة ممنوع الدخول مكتوبة في نصف جبهته.
نقطة أخيرة: الموضوع كما قلت في البداية ليس فذلكة ولا تفلسفا بل هو تعويد الطفل منذ الصغر على احترام إنسانيته وعدم التعامل معه بهذه الطريقة الفجة وغير الإنسانية.
@ghunaimalzu3by