الساعة العاشرة والنصف مساء وفي ضاحية صباح الناصر طريق عائشة أم المؤمنين باتجاه الصليبية، قبل الإشارة شابة صغيرة حجمها ضئيل تقود سيارتها أمامي مباشرة فجأة انجرفت يمينا ثم يسارا حتى أنني كدت أصطدم بها لولا أن نبهتها بالهرن. اعتدل مسارها عندما تجاوزتها لاحظت أنها ما زالت ممسكة بالهاتف وتتابع شاشته بكل اهتمام، لم أقل أو أعمل شيئا، في النهاية هذي بنت وما تقدر تقول لها شي.
وفي حادثة أخرى قبل أكثر من 12 سنة كنت أقود سيارتي في نفس الشارع لكن في بدايته وبسرعة 80 كيلو في الساعة قبل الإشارة بثلث كيلو شاهدتها خضراء فقررت المواصلة بنفس السرعة لألحق الإشارة وفجأة سيارة تجاوزت الإشارة الحمراء من الناحية اليمنى لاصطدم بها مباشرة، وكان الاصطدام عنيفا لدرجة أن الماكينة زحفت إلى أن وصلت تحت أقدامي. لولا الله وعنايته ثم الكيس الهوائي لتهشم جسمي بالكامل أو طرت من النافذة لكنني لم أسلم من الحادث من دون إصابات فقد كسر كاحلي لأن الجزء الأسفل من جسمي اندفع مع السيارة ولو كنت رابطا حزام الأمان لثبت جسمي كله في مكانه وخرجت بإذن الله من دون إصابات بدلا من الكاحل المكسور الذي ظل بالجبس 6 أشهر.
لهذا سعدت بالحملة المرورية الصارمة التي قامت بها وزارة الداخلية الأسبوع الماضي والتي نتائجها غير تقليل نسبة الحوادث والإصابات انها عدلت السلوك المروري للشعب بالكامل وزرعت فيه ثقافة ربط الحزام والامتناع عن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة أو كما يقول أحد الأصدقاء صرنا شعبا أوروبيا.
فجأة اختفت ظاهرة استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة ولم تعد ترى الانفعال والانشغال بتلك المحادثات في الطرق السريعة وهو أمر مفيد جدا لسلامة قائد السيارة وسلامة باقي مرتادي الطريق، ففي الثواني القليلة التي ينغمس فيها السائق بمكالمة أو بمتابعة إحدى وسائل التواصل فإنه يغيب عن محيطه ويقل انتباهه وهو أمر خطير في طرق سريعة مليئة بآلاف السيارات وتحتاج لاستنفار جميع حواسك ففي أي لحظة تحتاج لرد فعل سريع لتفادي الاصطدام مع السيارات الأخرى.
وكذلك شعرت بالفخر وأنا أرى الجميع ملتزمين بربط حزام الأمان، كم هو منظر حضاري تراه فقط في الدول المتقدمة.
لا أعرف سبب كل هذه الضجة وكل هذا التهويل فالمطلوب هو شيء بسيط فقط ربط حزام الأمان والامتناع لدقائق عن استخدام الهاتف.
نقطة أخيرة: ما حدث هو صدمة أدت إلى تغيير سلوك شعب بالكامل.. برافو وزارة الداخلية، شكرا معالي وزير الداخلية.@ghunaimalzu3by