خلوني أذكر لكم ها الحادثتين تمهيدا للمقترح بأن يكون لشباب المشروعات الصغيرة نصيب من العقود المليونية.
الأولى: كان لوزارة المواصلات مقسم للهواتف قيد الإنشاء ضمن أحد المشاريع السكنية وكنت واحدا من الفريق المكلف بمتابعة إنشاء مبني المقسم، وفي أحد الاجتماعات مع مهندس المقاول لفت نظري وجود شاب سوري صغير مستحيل أن يتجاوز الـ 25 سنة في مكتب المهندس وكان يتناقش مع مهندس المقاول بحدة وعندما غادر المكتب سألت المهندس من هذا، قال لي هذا مقاول من الباطن سلمناه جزءا صغيرا من المشروع. لم يشف فضولي جوابه سألته مرة أخرى عن آلية أخذ أعمال صغيرة من المشاريع الكبيرة أعطاني جوابا مبهما فهمت منه انه لا يريد إخباري فتوقفت.
الحادثة الثانية هي في أحد مشاريع الخدمات التحتية في بعض مناطق الكويت حين لفت نظري كبر سن بعض العمالة حتى أن بعضهم بالكاد يتحرك لكنه يؤدي المطلوب منه ويقوم بعمله. هذه المرة لم أسأل لكن اخبرني بها احد الأصدقاء في مأدبة عشاء، حيث شرح لي أن المقاول الكبير يوزع عقود الخدمات الصغيرة على مقاولي الباطن الذين هم بدورهم يعطونها لمقاول أصغر آخر يعني باطن الباطن. وهذا الأخير يبحث عن التوفير والاقتصاد في تنفيذ تلك الأعمال فما وصله هو جزء صغير جدا من الكيكة ويحاول عصر أي هامش ربح منها فيحضر العمالة التي لا يريدها وترضى بأي شيء يعطيها، حتى ان صديقي هذا اخبرني أن يومية هؤلاء العمال الكهول هي 4 دنانير فقط.
الآن بعد أن أخبرتكم بهاتين الحادثتين جاء في بالي اقتراح أتمنى تنفيذه وهو انه أي عقد كبير تجيزه لجنة المناقصات تشترط عليه حصر أعمال الباطن والخدمات الصغيرة للكويتيين أصحاب المشاريع الصغيرة المسجلين في إعادة الهيكلة.
فقط يذهبون للمهندس فارس العنزي في مبنى الهيئة وهو مستعد وممنون أن يزودهم بقوائم لكويتيين مبادرين وأصحاب مشروعات صغيرة مؤهلين للقيام بتلك الأعمال.
ماذا تريد؟ حدادة؟ هاك هذي قائمة بأسماء كويتيين عندهم محلات وشركات حدادة. تريد أعمال نجارة؟ أيضا لدينا، وقس على ذلك كل باقي الخدمات والأعمال الصغيرة التي تخدم وتكمل تلك المشاريع الكبيرة، والكويتيون المبادرون وأصحاب المشاريع الصغيرة هم أولى بها.
وإن لم تجد كويتيين في بعض المجالات فاتركوا الموضوع للمهندس فارس العنزي وزملائه الناشطين في هيئة إعادة الهيكلة لتأهيل وتوجيه بعض الكويتيين لتلك الأعمال والخدمات الصغيرة التي هي كنز وثروة آن الأوان ليغرف منها الكويتيون المبادرون وأصحاب المشروعات الصغيرة والذين تركوا راحة الوظيفة الحكومية وجازفوا بدخول القطاع الخاص.
ghunaimalzu3by@