شعندك قاعد هني؟ رد واحد من زملائه في الصف «أخذ راسي في الفرصة». سألته ماذا تعني هذه الجملة قال تعني أنه تعهد ووعيد منه بضربي في فترة الفرصة الأولى. وكانت تبدو عليه علامات الحزن والاكتئاب أكثر منها رعبا وخوفا.
الحوار السابق جرى بيني وبين تلميذ في المرحلة الابتدائية أمام مكتب المديرة المساعدة في إحدى المدارس الابتدائية حيث كنت أنا وهو ننتظر الدخول على مكتبها.
وأنا في مكتب المديرة المساعدة لمدة نصف ساعة أتاها أكثر من 3 أطفال متهاوشين أو عندهم شكاوى أو مشاكل.
صراحة اكتسبت الكثير من الاحترام والتقدير لتلك المديرة على صبرها وطولة بالها. وطريقة تعاملها التربوي والمحترف مع هؤلاء الأطفال ومشاكلهم التي كانت كالنهر المنهمر الذي لا يتوقف.
ما سبق هو فقط عينة بسيطة مما يحدث في مدارسنا الابتدائية. شيء ما حدث لأطفال الكويت صارت ثقافة العنف مترسخة فيهم ولا أعلم السبب هل هو من الوجبات السريعة التي يأكلونها ليل نهار أم من الأجهزة الذكية التي «يجابلونها» من يفتحون عيونهم من النوم إلى أن يغلقوها عند النوم؟.
لا أحد يعلم لكن الأكيد أن طلاب المرحلة الابتدائية ولا أستثني البنات منهم أصبحوا أكثر عنفا ومشاغبة عن الأجيال السابقة حتى أصبح المدرسون والمدرسات يهربون منها الى المتوسطة والثانوية.
برأيي الشخصي وكولي أمر منذ 17 عاما أن أساس كل مشاكل المرحلة الابتدائية هو بقاء الطفل من 7 صباحا حتى الواحدة ظهرا في مدارس الكثافة فيها عالية وهي كذلك مدارس غير مؤهلة لبقاء الطفل كل هذا الوقت فيها فقد تخلت التربية عن دورها في التغذية وتركتها لمقاصف تبيع أشياء غير صحية.. وكذلك بسبب طول مدة اليوم الدراسي تقل همة وعزيمة الطاقم التدريسي فيضعف إشرافهم على الطلبة ويختلط الحابل بالنابل «والقوي الله يقويه والضعيف الله يضعفه».
سيرتاح الطلبة والمدرسون وأولياء الأمور وستخف زحمة الشوارع وأولياء الأمور الذين يرفضون خروج أبنائهم الساعة 12 ويريدون الموعد القديم بالواحدة والنصف بحجة عدم استطاعتهم، الحل موجود يبقى أبناؤهم بالحفظ والصون بالمدرسة في صالة المدرسة تحت إشراف وعيون الأساتذة المناوبين حتى خروج آخر طفل.
نقطة أخيرة: يحكي لي مدرس خبرة 30 سنة أن طفل الابتدائي بعد الفرصة الثانية «يفصل» ويتوقف عن استقبال أي معلومة، فلا فائدة ترجى من بقائه في المدرسة بعد هذا الوقت.
ghunaimalzu3by@