عنوان المقالة هو مثل أو قول يستخدمه الكويتيون لتبرير تأكدهم الزائد من موضوع ما. مثلا اشتريت سيارة مستعملة وقبل أن تدفع ثمنها بدأت تفحصها يمينا وشمالا مما أزعج البائع فترد عليه «عن الشكة يا بوفلان عن الشكة».
هذا المثل طرأ على بالي وأنا عائد من مقر عملي في وزارة المواصلات الذي يقع على شارع جمال عبدالناصر فاستخدم شارع الغزالي للعودة إلى البيت. وتقاطع شارع الغزالي مع شارع جمال عبدالناصر حاليا هو ورشة عمل عملاقة وجبارة لبناء وإنشاء عدة جسور (تزيد على العشرة) مرة واحدة، لكن يلفت نظرك منظرها الغريب بسبب تداخلها وتفاوت ارتفاعاتها فهذا ذاهب لليمين والآخر للشمال. وثالث يقطعهم كلهم لكن بارتفاع شاهق والغريب أكثر أن هذا الجسر صاحب الارتفاع الشاهق هو من حارة واحدة. ولا أعتقد أني رأيت بحياتي في كل بلدان العالم التي زرتها- وهي كثيرة- جسرا ذا ارتفاع شاهق من حارة واحدة.
لست مهندس جسور ولا حتى مهندس طرق، لكن الوضع كله أصابني بقليل من الارتياب عما ستكون إليه المحصلة النهائية لهذا المشروع العملاق لذلك أتمنى من معالي وزير الأشغال م.حسام الرومي بتطبيق الجملة التي ذكرتها في العنوان.. شلون؟
يتم التعاقد المباشر مع مستشار عالمي لمقاولات وإنشاء الجسور والطلب منه إعداد تقرير خلال شهر واحد عن سير العمل في مشروع جسور الغزالي مع جمال عبدالناصر، وإذا اعترض مقاول المشروع فقط قل لهم يا معالي الوزير «عن الشكة يا مقاول عن الشكة».
لا يُلدغ المؤمن من جحر مرتين ونحن لدغنا كثيرا في الكثير من المشروعات العملاقة التي انتظرنا حتى نهاية العقد وحتى بعد استلامها فقط لنتفاجأ بوجود الكثير من القصور الخطير فيها، ولو أننا أوقفنا تلك المشاريع في منتصفها وطبقنا نظرية «عن الشكة» لكان بإمكاننا تفادي الكثير من الإصلاح والتعديل المكلف بعد ذلك.
نقطة أخيرة، الشركة القائمة بمشروع جسور الغزالي من أفضل الشركات العربية والعالمية لكن من حقي كزبون التأكد من أنني سأحصل ما دفعت مئات الملايين مقابله.
hunaimalzu3by@