طيب، استجوابك عن الصحة؟ لا. عن التعليم؟ لا عن الإسكان؟ أيضا لا. ولا عن التوظيف؟ لا.
أجل لو تكرمت حياك في ديواننا لشرب الشاي والقهوة والتواصل اجتماعيا مع ضيوف الديوان لكن لا تذكر حرفا واحدا عن استجوابك. ليش بس؟ يا أخي ديواني وكيفي وأرفض أن يكون مكانا لتسويق استجوابات «حلمنتيشية» لا تقدم ولا تؤخر، فقط تصفية حسابات وحرب بالوكالة.
ما سبق هو حوار سيتكرر كثيرا الأسبوع القادم بين نواب أغرقوا المجلس بالاستجوابات ويسعون لتبريرها وبين أصحاب ديوانيات (لاعت كبودهم) من التنظير ونواب التنظير.
هم يريدون ويطمحون أن تكون دواوينهم دافعة لعجلة التنمية في البلد من خلال ندوات تطرح الحلول والاجتهادات المختلفة التي تتطرق للأمور الملحة في حياتنا والتي تمسها في الصميم مثل الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف. هذي هي المواضيع التي نشتاق لها وتطرب لها مسامعنا.
كلمني عن المرحلة الابتدائية وكيف اختفت في السلم التعليمي وأصبحت مجرد سلم للعبور إلى باقي المراحل بدلا من أن تكون تأسيس بنيان سليم يذهب بالطفل إلى باقي المراحل وهو قوي البنيان تعليميا بدلا من الحالة التي أقسم لي على وجودها الكثير من المدرسين وهي وصول الطالب للمرحلة المتوسطة وهو أميّ.. نعم أميّ لا يقرأ ولا يكتب.. كارثة بكل المقاييس.
حدثني عن الصحة التي ميزانيتها بالمليارات ولا أجد سريرا تلد فيه زوجتي، حدثني عن الإسكان والمساكين الذي يصل دورهم الإسكاني عند تجاوزهم منــتصف الأربعيــنيات.. حدثني عن شباب في عمر الورد لا تغــيب أعينهم عن موقع ديوان الخدمة المدنية لعل ترتيبهم للحصول على الوظيفة يتقدم قليلا ولو ببطء.. حدثني وحدثني وحدثني عن أمور ومواضيع تمس حياتي في الصميم.
هذي هي المواضيع التي للأسف تركها فرسان الاستجوابات وذهبوا لغيرها.
نقطة أخيرة: أصوات الضحك في المسلسلات الأميركية هي لناس ميتين سجلت قبل عشرات السنين وما زالت تستخدم. اقترح الاستعانة بها في الاستجوابات كلما لاحظ المستجوب فتـور الجمهور يضغط زر فتصدر ضحكات الميتين. فقط لأن الأحياء فقدوا الاهتمام.
@ghunaimalzu3by