شيء ما يحدث للوزراء السابقين في الكويت. يختفون عن المنظر العام حتى دواوين ربعهم وأصدقائهم تفتقدهم بعد أن كانوا يملأونها حضورا ومشاركة وتواجدا.
لا أعلم أين يذهبون ولماذا تتوقف جهودهم عن المشاركة في إصلاح الشأن العام وهم الذين أمضوا جل حياتهم فيه محاضرين ومنظرين عن كل السبل والاقتراحات التي كانوا ناشطين في طرحها كحل لمشاكل مجتمعهم؟ وهو أمر فيه خسارة كبيرة للمجتمع فأغلب الشخصيات العامة التي تم توزيرها كانت منغمسة إلى أخمص القدمين في هموم ومشاكل المجتمع وتراكمت لديهم على مدى السنين مخزونات كثيرة عن خلفيات وتفاصيل تلك المشاكل بحكم أنهم كانوا من أبرز الناشطين.
في السنوات الأخيرة ظهرت لنا استثناءات كثيرة من الوزراء السابقين النشطين في العمل المدني بعد الوزارة وعلى سبيل المثال وليس الحصر هناك وزير التربية الأسبق د.أحمد المليفي ووزير العدل الأسبق د.فالح عبدالله العزب، فكلاهما ما إن خرجا من الوزارة حتى عادا إلى حضن الشعب وشاركاه الانشغال بكل همومه وقضاياه.
د.أحمد المليفي لا تمر قضية على الساحة المحلية إلا ويشارك برأيه وآرائه فيها يحللها ويطرح لها الاقتراحات والحلول من خلال حسابه في تويتر.
وكذلك د.فالح العزب الذي تحول حسابه في تويتر لمنبر يطل علينا فيه ويسخر فيه كل معرفته وثقافته للتركيز بعين الصقر على بعض القضايا الملحة التي تمس الكثير من تفاصيل حياتنا ويختلف د.فالح العزب عن نظيره د.أحمد المليفي في إلحاحه وتشجيعه للآخرين على الادلاء بدلوهم في تلك القضايا ليتكون زخم مجتمعي كبير يكون ضاغطا على الجهات المسؤولة لاتخاذ الإجراء المناسب تجاه تلك القضايا.
وآخر الأمثلة كان حملة د.فالح العزب على التطبيقات التلفونية الفاضحة التي تسببت في خراب الكثير من البيوت وهي التطبيقات التي تكشف خصوصيات أصحاب الهواتف النقالة، فاستجاب رئيس هيئة الاتصالات م.سالم الأذينة مشكورا وأعطى توجيهاته بمنع تلك التطبيقات وحذفها، فشكرا للدكتور فالح عبدالله العزب.
نقطة أخيرة: قد لا تكون فكرة سيئة تكوين مجلس استشاري يضم الوزراء السابقين تعرض عليهم الكثير من القضايا والموضوعات الملحة والمتداولة ليستأنس برأيهم فيها.
@ghunaimalzu3by