لا اعلم كيف قابل البعض فوز الرئيس الاميركي باراك اوباما بجائزة نوبل للسلام باندهاش وتعجب، ولا افهم كيف يتساءل البعض الآخر عن كيفية استحقاق اوباما لمثل هذه الجائزة القيمة معنويا قبل اي شيء رغم انه لم يكمل في السلطة عامه الاول ولم يقدم خلاله اعمالا ملموسة على ارض الواقع.
اذا كان يحق لهؤلاء طرح هذه الاسئلة، فإن الردود عليها واضحة وبارزة، الا انهم لم ينظروا اليها بعين فاحصة، فالرئيس اوباما تمكن خلال فترة وجيزة من نشر فكرة الحوار والتفاهم بين مختلف الدول والاديان والحضارات بعيدا عن اسلوب الصدام والتناحر والاقتتال.
اسلوب اوباما اتى بعد مرور فترة طويلة عاشها العالم محروما من فكرة الحوار واحترام الآخر في ظل سياسة استخدام القوة لمحاربة اي تطرف او اختلاف في الرأي، وفي رأيي فإن هذا يكفي لمنح ذلك الرجل اعظم الجوائز، والعالم الاسلامي لن ينسى خطابه التاريخي في جامعة القاهرة الذي عكس توجهه الجديد في التعامل وأبرز سعة افقه وعلو ثقافته واطلاعه على الثقافة الاسلامية بشكل كبير فتمكن في دقائق معدودة هي مدة القاء الخطاب من اسر الآلاف من القلوب والعقول لتتغير نظرة الكثيرين تجاه اميركا كقطب اوحد في العالم.
لقد جاء تفسير الاكاديمية السويدية لمنح الرئيس اوباما جائزة نوبل منطقيا ومتوافقا مع الواقع، حيث افادت الاكاديمية بأنه بذل جهودا استثنائية في احلال السلام العالمي وخفض مخزون العالم من اسلحة الدمار الشامل، كما انه عمل جاهدا لتقوية الديبلوماسية الدولية والتعاون بين الشعوب وساهم في تعزيز الحوار لحل القضايا العالمية الشائكة.
ولا شك ان ما رأته الاكاديمية حقيقة واضحة يلمسها الجميع ولا ينكرها الا جاهل بما يدور من احداث، ونحن نتمنى ان تكون هذه الجائزة دافعا للرئيس اوباما لبذل المزيد من الجهود نحو اقرار السلام الشامل والعادل ومنح الشعب الفلسطيني حقه الكامل في العيش على ارضه والتمتع بكامل حقوقه كدولة مستقلة ذات سيادة عاصمتها القدس الشريف.