لا شك أن بناء الدولة يحتاج إلى الرجال المخلصين الذين يضعون مصلحة وطنهم فوق كل اعتبار، ولاشك أن الأجهزة الحساسة في أي دولة تحتاج إلى رجال يتمتعون بمواصفات خاصة وفريدة تمكنهم من مواجهة التحديات وصنع الفارق ضد أي أخطار، لذا فكل دولة تحرص دائما على انتقاء قياديي أجهزتها الحيوية بعناية فائقة لضمان صون أمنها ومصالحها العليا.
ومن هذا المنطلق فإن عودة الشيخ عذبي الفهد مجددا لرئاسة جهاز أمن الدولة تمثل خطوة في الاتجاه الصحيح، خاصة في المرحلة الدقيقة التي نعيشها ومع ما تشهده المنطقة من أحداث تستدعي التعامل معها بحذر، ولم يكن قرار عودة الفهد لقيادة هذا الجهاز المهم والحيوي مفاجئا للأوساط السياسية في الكويت لما يحمله ذلك الرجل من رصيد يجعلنا نقول «إنه الرجل المناسب في المكان المناسب».
مميزات عذبي الفهد أكبر من أن نتحدث عنها، خاصة أن أفعاله وأخلاقه وجهوده في خدمة الكويت يعرفها الجميع، ويكفيه أنه عرف منذ نعومة أظافره بالشجاعة والإخلاص والإقدام، كما أنه لا يخاف في الحق لومة لائم، وإذا تذكرنا محنة الغزو التي لا ننساها فسنجد بطولات عذبي الفهد يعترف بها ويرددها كل مخلص شريف، فقد أبلى بلاء حسنا في الدفاع عن وطنه مع رجال المقاومة، وكان بشجاعته وإقدامه يزيد من قوتهم وصبرهم وإصرارهم على مجابهة الغزاة المعتدين.
أما إذا تطرقنا للفترة السابقة التي أمضاها الشيخ عذبي الفهد في قيادة جهاز أمن الدولة فإن الحديث عنها يطول لما حققه خلالها من إنجازات كبيرة أهمها منع المخططات الإرهابية التي كانت تستهدف الأمن الداخلي للكويت من أن تحقق أهدافها، فحافظ على استقرار البلاد من تلك المخططات التي لا يخفى علينا جميعا أثرها المدمر إذا ما استشرت في أي بلد.
ومن المؤكد أن عودة الفهد لهذا الجهاز ستسهم في تثبيت دعائم الأمن وتقوية قواعد الاستقرار الوطني، وأيضا تطوير أداء هذا الجهاز والارتقاء به في التعاطي مع الأحداث المختلفة، خاصة أنه ابن هذا الجهاز وملم بكل تفاصيله ومحيط بجميع جوانبه، كما أنه يتمتع بعلاقات واسعة ويرتبط بأطراف مختلفة ذات توازنات متوافقة في البلاد، تجعل منه رجل المرحلة الحالية، في ضوء التهديدات الداخلية والخارجية التي تستدعي الحذر وتتطلب اليقظة والانتباه الدائم.
وإذا كان الشيخ عذبي الفهد جدير بتحمل مثل هذه المسؤولية التي تحتاج إلى الحكمة وسرعة اتخاذ القرار، فإننا على ثقة تامة بأن إنجازاته ستتحدث عن نفسها.