على مر التاريخ، والإنسان كلما علت مكانته العملية زادت انشغالاته، وفي المقابل قلت لديه فرص الراحة من عناء الإرهاق اليومي.. وأصبح همه الشاغل هو إنهاء المعاملات المتراكمة على مكتبه والتي تعتبر من أهم أولوياته، فليست هناك فرصة لتقسيم الوقت والمهام.. وليس هناك وقت للتفنن في أداء العمل أبدا.
حتى من كانت تجمعنا بهم علاقات وثيقة سابقا وتحديدا قبل ترقيتهم بالسلم الوظيفي، عادة ينشغلون عنا بحجة الوقت وكبر حجم المسؤولية.
ونحن هنا لا نلومهم أبدا خصوصا أن القيادة تحتاج إلى تضحية الإنسان بجزء كبير من رغباته واحتياجاته الشخصية وتبديته المصلحة العامة على الخاصة.
والقيادة بمفهومها العام هي عملية التأثير في الناس وتوجيههم لإنجاز هدف ما.. وهي تحديدا النظرة التي تبناها مؤخرا وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود مشكورا.
حيث وصلتني منذ أيام معدودة دعوة عامة لحضور الاجتماع الاستثنائي الذي يقيمه الوزير لموظفي وزارة الإعلام الذين يحملون مشاكل أو شكاوى خاصة ويريدون تقديمها له بشكل مباشر.. لا أخفي عليكم مدى انبهاري وتعجبي من هذا التصرف الذي لم أشهده من وزير سابق طوال سنواتي التسع التي عملت بها في هذه الوزارة.
والسؤال الذي يطرح نفسة بقوة هو: كم وزيرا في وزارات الدولة الأخرى لديه القدرة على فتح بابه (للجميع) دون عنصرية وتطرف؟ وكم وزيرا يملك القوة على مواجهة الجميع (صغيرا وكبيرا)؟ وكم وزيرا تعمد زيادة أعماله بفتحه ملفات جديدة؟
وأعلنها صراحة ان تصرف الوزير أثار إعجابي بشكل كبير وزاد من احترامي لشخصه كونه فتح بابه وقلبه للكل.. وكل ما أتمناه الآن هو أن أرى جميع الوزراء يحذون حذوه ويخصصون أوقاتا معينة لسماع مشاكل أبنائهم الموظفين من خلال تبينهم سياسة فتح الباب.. لأن الإنسان في حياته كلها لا يتمنى اكثر من الذكر الطيب وهو الشيء الوحيد الذي سيبقى من بعده.
وفي النهاية لا يسعني إلا أن أذكر مقولة الكاتب الإنجليزي فرانسيس بيكون التي تقول: «إذا أردت الوصول إلى ما لم يصل إليه احد، أسلك طرقا لم يسلكها أحد».
instagram:@habiiiba
twitter: @habibaalabdulla