كلنا يعلم أن الشباب هم الطاقة المتجددة واللبنة الأساسية في بناء المجتمعات.. ولا ننكر نجاح بعض العقليات الشبابية في مجالات عدة، ولكن هل هذا يعني ان الشباب هم الأنسب في تولي المناصب الكبرى؟ وهل العقلية الشبابية أصبحت اليوم اهم من خبرات من واصل سنوات عدة في مجاله؟ أيهما نحتاجه اليوم لمواكبة عجلة التقدم؟ الكبير ام الصغير؟ هل فعلا للعمر علاقة بتطورنا ونجاحنا؟ وإذا كان هذا الكلام صحيحا فإذن لماذا لا يتم تدريب وتأهيل هذا الشاب قبل زجه في المنصب مما يكون سببا في ظلمه لنفسه وللآخرين على حد سواء.. والتساؤل الأهم هو: هل فعلا وجود هذا القائد أو المسؤول الشاب احدث تغييرا للأفضل؟ أم اننا فقط نواكب الموضة من خلال اختيارنا لعضو برلماني شاب او تزكيتنا لأحدهم في احد المناصب القيادية المهمة؟ ألا تعتقدون ان هناك بعض كبار السن ممن يجمعون بين الأفكار الحديثة والخبرة العريقة في مجالهم اكثر قدرة على توجيه دفة السفينة؟ ان سياسة المفاضلة بالعمر متبناة حاليا في معظم المجتمعات العربية أكثر من الغربية والربيع العربي المبتور بوجهة نظري كان له دور كبير في انتشار هذا الفكر.. أنا هنا لا أقف مع طرف ضد الآخر، ولكنني اطرح مجموعة من التساؤلات المتعلقة بمصيرنا والتي تمس مستقبلنا وحياتنا وسعادتنا، لا ننكر دور بعض القيادين الشباب في التغيير، ولا ننكر كذلك تخبط البعض الآخر على الرغم من استعانتهم بمستشارين وبأصحاب الخبرة، وكذلك هو الحال بالنسبة لمن تجاوز الربع قرن في مجاله إلا أنه مازال قادرا على العطاء وتقديم أفكار متجددة، فالمنصب كالحياة، أمانة تعهد إليك، لا يحق لك يوم تسترد منك ان تحتج لأنها بالأساس ليست ملكك.. فسيد القوم خادمهم.. أخدمهم لتصبح سيدهم بغض النظر عن عمرك.. ولنتوقف عن الحكم على الأشخاص من خلال النظر لقشورهم فقط فليس كل ما يلمع ذهبا.
[email protected]