كلنا يعلم أن التشكيل الوزاري الكويتي الحالي يضم 14 وزيرا بالإضافة لرئيسه، ومنهم وزير الدفاع ووزير التربية والتعليم العالي ووزير الخارجية والصحة والمالية والإعلام والعدل والشؤون والمواصلات والأشغال والإسكان، حيث من المفترض أن يقوم كل وزير منهم بإدارة شؤونه حسبما يقتضيه الصالح العام، فهم تنطبق عليهم مقولة (سيد القوم خادمهم) فعلى الرغم من الوجاهة الاجتماعية العالية التي يملكونها والمسؤوليات الكبيرة الملقاة على عاتقهم إلا أنهم مسؤولون عن توفير الراحة والإفادة والأمن والأمان للمواطنين والمقيمين على حد سواء..فسياسة تقسيم المهام الاجتماعية والسياسية والثقافية والاقتصادية على شكل وزارات ووزراء عادة ما تسهل عملية التطور والتقدم الاجتماعي التي تصب في النهاية في مصلحتنا.
ولكن ما رأيكم في شخص استطاع أن يجمع بين كل هذه المهام والمسؤوليات وان يؤديها على أكمل وجه وباقتدار لوحده؟
لا، لا، إنه ليس سوبرمان، ولا هو مارد مصباح علاء الدين ولا هو شخصية من نسج الخيال كما يعتقد البعض، إنها باختصار (الأم).
وهل يوجد أفضل منها وزيرة للاقتصاد وهي التي تستطيع تدبير احتياجات أبنائها ومنزلها الشهرية بأي مبلغ كان؟ أو كوزيرة للإسكان حيث يكفيك الشعور بحنان حسها لتنام وانت مرتاح البال؟ أو كوزيرة للتربية والتعليم، حيث لا مكان على الكرة الأرضية كلها يوفر لك التربية الصالحة والتعليم الصحيح أفضل مما قدمته لك وأنت صغير سواء استخدمت معك أسلوب اللين أو القسوة؟ أو كوزيرة للمواصلات وهي من كانت حريصه على انتظارك خارج أسوار مدرستك يوميا لتودعك بحب وتستقبلك بحب أكبر؟ أو كوزيرة للإعلام وهي تنسج لك قصص الأطفال من مخيلتها وتمثل لك بكل ارتجال مشهد هروب الغزال من الأسد عن طريق تسلقه الأشجار؟ هل نسيت كيف كانت تسهر إلى جانبك أثناء مرضك وهي تضع يدها على جبينك للتأكد من حرارتك وتارة أخرى تقوم بغلي أوراق الأعشاب الطبية وتجبرك على شربها متجاهلة بكاءك لأنها كانت تخشى عى صحتك اكثر منك؟ هل عرفت يوما شخصا انسب منها ليكون وزيرا للصحة؟ أو كوزيرة للعدل حيث البراعة في إرضائك والعدل بينك انت وأخوتك عندما كنتم تتشاجرون لأجل أصبع من الشوكولاتة أو على لعبة أطفال؟
أنا لا أذكر إذا ما كان هناك وزير أفادني في حياتي اكثر مما أفادتني أمي؟ ولماذا الذهاب للوزارات حيث اجتمع في بيتي وتحت سقفي مجلس الوزراء.
تحية لكل أو غنية كانت أو فقيرة، كبيرة كانت أو صغيرة، مريضة كانت أو سليمة، بيضاء كانت أو سمراء..بدوية كانت أو حضرية..مسلمة كانت أو مسيحية، وغفر الله لمن كانت منهن تحت التراب.