مقالتي اليوم محطة من رحلة الأمومة، قد يعجز القلم في التعبير عن كوكب مبارك مكرم، يصعب على القلم واللسان وصف جوهرة مصونة ولؤلؤة مكنونة إنها الأم أصل الأوطان وشهادة الإيمان، إنها الأم المكرمة من الرحمن وأنزل فيها القرآن الكريم (ووصينا الإنسان بوالديه حملته أمه وهنا على وهن) نجد ان الأم تحمل الجنين في أحشائها يتحرك يمينا ويسارا كما أصحاب الكهف وفي ذلك رحمة واسعة من الله، قال تعالى (ووصينا الإنسان بوالديه إحسانا حملته أمه كرها ووضعته كرها وحمله وفصاله ثلاثون شهرا) فالإسلام قدس رابطة الأمومة وجعل الله عز وجل الأم مسؤولة عن رعيتها، فهي منبع الحب والحنان.
لقد هلّ علينا هذه الأيام عيد من أحب الأعياد إلى قلوبنا وهو عيد الوفاء والاستحقاق إنه عيد الأم، فالأم هي الأصل لكل شيء وهي مصدر للعطف والرعاية والعطاء، هي النور المشرق في حياتنا، والأمومة هي أعظم الأشياء التي خص الله النساء بها، نظرا للمكانة السامية للأم عند ربها، لقد وضع الله الجنة تحت أقدامها وأحيانا لا يشعر البعض بقيمة الأم إلا بفقدها وعلى الرغم من هذه المكانة التي احتلتها الأم عند الله عز وجل، فإن البعض منا قد تجاهل كل هذا الحنان والحب وتناسى تعبها وسهرها على راحته منذ الصغر إلى الكبر، لقد تحملت الأم من أجل ابنها الكثير كي يحيا ولكن عندما يتزوج الابن يتناسى أمه التي أوصاه المولى سبحانه وتعالى بها ألا يعلم كل من من يقصر في حقها أن عند رحيلها ينادي المنادي بوحي من الله عز وجل ويقول «يا ابن آدم ماتت التي كنا نكرمك من أجلها فاعمل عملا نكرمك من أجله» فكيف تستطيع بعد ذلك أن تنكر فضل الأم عليك، أنسيت تعبها من أجلك؟ فتذكر ولو للحظة واحدة معاناتها من أجل أن ترعاك.
سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم «من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قال ثم من؟ قال أمك، قيل ثم من قال أبوك».
فهل بالكون يوجد تكريم بعدما كرمها الله بآياته؟ كيف أكرمك يا أمي؟ إني عاجزة عن عطائك الدائم دون مقابل، إن يدي ترتجف حياء أمام جلالك وخطوط قلمي تتموج لتبحث لك عن كلمات تليق بك يا عظيمة يا حبيبة يا نعم الجليس وخير الونيس، يا فيض العطاء، أشكرك يا أمي وأشكر توجيهاتك التي جعلتني أقف بثبات على نار الجمر وأتحدى الصعاب بكل قوة وشموخ فأنت الدافع لوصولي لما أنا عليه، أشكرك يا أغلى حبيبه يا عين ساهرة لا تنام.
ماذا أهديك؟ باقة زهور بأجمل الألوان؟! ولكن سيأتي يوم تذبل أوراقها ويزول عبيرها، أهديك عقدا من الألماس؟ ليس من مقامك يا أغلى الناس. أهديك نور عيني؟ ولكن من بعد عيني كيف أتمتع برؤياك، أهديك قلبي؟ كيف وأنت تملكينه، بحثت عن وصف يكرمك فلم أجد، أو هدية تليق بك فلم أجد غير الدعاء:
«اللهم احفظ أمهات المسلمين واجعل لهن في قلوب أبنائهن رحمة.. اللهم آمين».
قال بيتهوفن: «إن أرقى الألحان وأعذب الأنغام لا يعزفها إلا قلب الأم».
www.alyera3-al7or.com