عندما كنت مع أخي عبدالمحسن أمام نادي كاظمة الرياضي لأوصل أبنائي إلى التمرين، نظر لي أخي وقال كأن الزمن توقف لحظة ليعود بذكريات الماضي عندما كان والدي رحمه الله يوصلني مع إخواني إلى ذلك النادي، وكأن بيت أبونا العود يجمع الأبناء والأحفاد بكل دفء وحنان، يراودني شعور بالحنين للعودة لأيام الطفولة في هذا النادي الصرح الكبير الذي تربينا على حبه والانتماء له منذ صغرنا، ولكن في نفس الوقت يراودني شعور بالخوف على مستقبل هذا النادي، فنادي كاظمة الرياضي سيدخل في مواجهة بين فريقين، الفريق الأول ترعرع على أرض النادي وضحى كثيرا من أجله وأعطى الكثير من الجهد والوقت والإنجاز كدليل على وفائهم لأنهم من أبناء النادي ومازالوا مستمرين بداخله ليقفوا بجانبه في كل أزماته وفي كل طموحاته وظلوا أعواما طويلة يقدمون العطاء والوفاء ومازالوا يجتهدون وينجزون بكل إخلاص وقوة وعزيمة، وبالطبع على رأس هذا الفريق الوفي رئيس نادي كاظمة أسعد البنوان، هذا الشخص العصامي الذي تربى داخل أسوار النادي منذ عام 1969 عندما التحق بفريق الميني باسكت ثم أكمل مسيرته الحافلة داخل ملاعب النادي حتى أصبح رئيسا لنادي كاظمة ليكون بذلك سادس رؤسائه، ولا ننسى قبول أسعد البنوان كرسي الرئاسة طواعية بالرغم من كثرة ارتباطاته وأعماله، وسعى البنوان خلال هذه الفترة إلى وضع كاظمة في المكانة التي تليق به واستطاع التغلب على جميع التحديات التي واجهته فكلمة شكر واجبة إلى هذا الرجل المعطاء الذي أعطى ولم يأخذ ونهاية أقول له «سر على خطاك يا أبا أحمد ونحن معك ويكفيك أن تحصل على حب الجماهير الكظماوية التي دائما تقدر عملك وتعتز به».
أما الفريق الآخر فهو الذي يسعى إلى أن يأخذ مكان الفريق الذي تشهد عليه وعلى وفائه جدران النادي وملاعبه وكان النادي بيتا لهم ضمهم بكل دفء، فنقول لهذا الفريق لقد أخطأت الهدف ولن تحرز أي أهداف على حساب أبناء كاظمة ونقول له «جيم أوت» قبل أن يبدأ فهذا الفريق الدخيل ليس له معرفة بالرياضة وستفشل كل محاولاته لأن الأرض لا تحن إلا لجذورها، وفريق البنوان هو النخيل الذي نما على أرض النادي وارتوى من حبه لسنوات، وإذا شلعت تلك النخلة من جذورها فستشلع مبادءنا معها وثقتهم بنا إذا شاركنا في اقتلاعهم من أرض النادي. فهل لنا أن نقف دقيقة واحدة أمام الله عز وجل ونثبت أن النادي من حق فريق النادي الذي رعاه وأعطاه بكل صدق وتضحية لأنهم أصل المكان والمصباح الذي يضيء الملعب للاعبين أثناء مبارياتهم أو تدريبهم، فيجب ألا نجلس على كراسي الملعب ونشاهد الفريقين داخل المنافسة دون أن نشجع الفريق الحقيقي الذي يستحق مكانه بعد العطاء والتدريب والتعليم لأبنائنا فهم لا يستحقون أن نكافئهم بالغدر، لابد أن نفرق بين السياسة والرياضة والوقوف في وجه من يحاول بث الفتن بسبب رفض مشاركته في النادي لعدم تقديمه للإدارة حسن السير والسلوك، فالكتاب يعرف من عنوانه يجب ألا تختلط الأمور التي تؤدي إلى هدم ما بني من سنين الكفاح ولكننا على ثقة كاملة بالمسؤولين والمختصين الذين لهم القرار الأخير الذي يصرخ بالعدل ويقول: الفريق الحالي هم الرجال الذين نفخر بهم رجال الكويت وأعمدة النادي الأساسية والخيمة التي اعتاد أبناء النادي الجلوس بداخلها فهل من نصير لهم غيرنا؟ أرجو ألا نجعلهم كخيل الحكومة عندما يأتيها الكبر نرميها بالرصاص فهم الهيبة والخبرة ولهم كل تقدير واحترام فأرجو أن نعطيهم كلمة الحق التي تساهم في انقاذ الموقف.
www.alyera3-al7or.com