مشكلة الازدحام المروري من أخطر المشكلات التي لم تعد لدينا طاقة لتحملها ومازالت تعصف بنا وبأرواح أبنائنا ولا ندري متى نستطيع أن نتخلص منها لأنها أثرت علينا وعلى سلوكنا بشكل كبير وكأن توقف السيارات بسبب الازدحام سبب رئيسي في تعطل عجلة التنمية في كويتنا الحبيبة وتمثلت سلبيات هذا الازدحام في أشياء كثيرة كإهدار للوقت بسبب انتظارنا كثيرا في الطرقات بسبب هذا الازدحام الممل مما يدفعنا إلى عدم الالتزام بالمواعيد وتأخر البعض عن مواعيد الدوام الرسمية. ففي كل صباح أستقل سيارتي الخاصة في تمام الساعة السادسة صباحا لأنقل الصغار إلى مدارسهم وعندما أصل إلى مقر العمل أنظر في ساعتي أجدها أصبحت السابعة والنصف، شيء مؤسف أن تكون الكويت بهذه المساحة الصغيرة ينتج عنها هذا الازدحام الخانق وضياع كل هذا الوقت حتى أستطيع الوصول إلى العمل، والأكثر أسفا ما نشاهده في الآونة الأخيرة من كثرة الحوادث المرورية وضياع عمر شباب الكويت ولم يحرك أحد ساكنا عند وقوع هذه الحوادث لأبنائنا وكأنهم يقولون «في ستين داهية» كما يقول اخواننا المصريون.
دماء أبنائنا تنزف ولم يتحرك أحد، لقد خلق الله تعالى الإنسان ووهبه نعمة العقل ليطور وينجز ويبتكر ويعمل ويشكر الله على ما أنعم به عليه وليس ليقف مكانه وينظر تحت قدميه لذلك يجب ألا توجد كلمة مستحيل في قاموس حياتنا ولابد أن ننظر إلى مستقبل هذا البلد وكيف سيكون الحال بعد عدة سنوات وفي هذا الوقت لم يفدنا الحل في أي شيء.
لابد أن يشمل قطار التنمية الذي يسعى صاحب السمو الأمير إلى مروره بالكويت هذا القطاع المهم والحيوي ألا وهو قطاع الطرق الذي يعاني ونعاني منه نحن أيضا ولا نعلم على من يقع اللوم ومن سنحاسب؟
شعرت بالأسى عندما كنت أقود سيارتي عند عودتي من الدوام وبدأ النعاس يسيطر على أجفاني وحرارة الجو القاتلة كادت أن تشل حركاتي وكرهت سيارتي بسبب ما أنا فيه من زحام، ففكرت أن أستمع إلى الراديو لأتغلب على النعاس وإذا بي أتوقف عند إحدى محطات الأغاني العربية لأستمع إلى الفنان المصري أحمد عدوية وهو يقول «زحمة يا دنيا زحمة.. زحمة وماعدش رحمة» فضحكت كثيرا ولكن بحسرة كبيرة وبدأت أردد كلمات هذه الأغنية وأنا أقول «زحمة يا كويتنا زحمة.. زحمة وماعدش رحمة.. الصبح الظهر زحمة .. العصر الفجر زحمة.. مستشفيات وزارات برده زحمة.. والمسؤولين ماعندهمش رحمة» لقد أصبحت هذه المشكلة كالكارثة ويجب أن يتداركها المسؤولون بوضع الحلول المنطقية. ان هذة الكارثة حقا حرب شوارع غازية أسفرت وأزهقت أرواح الأبرياء والقاتل مازال صامدا وينتظر المزيد من الضحايا الذين يدفعون الثمن غاليا. والقاتل الذي لابد أن يقتل هو سوء التخطيط لهندسة الطرقات والتنظيم. والحلول تكمن في عدة أشياء خصوصا بعدما اصبح امتلاك سيارة أمرا شائعا في الكويت وأصبح في متناول الجميع مواطنين ومقيمين وارتفاع أسعار الزيوت في كافة أنحاء العالم لم يسبب أي عائق لقائدي السيارات في الكويت نظرا لكثرة النفط فما الحل في رؤيتنا لطوابير السيارات التي تتعدى عدة كيلومترات متوقفة في الطرق الرئيسية بسبب الازدحام المروري، والحل يجب أن يكون بإعادة هندسة الشوارع بالتقسيم الصحيح ولابد أن نستفيد من المساحات الكبيرة المتمثلة في الفاصل بين الشارعين ونجعل منه حارة أمان لرجال الطوارئ ومعاقبة من يخالف طرق السير أشد العقاب، ولابد من وجود حارة خاصة للباصات التي أعتبر سائقيها سببا رئيسيا في وقوع عدة حوادث، وحارة للسيارات الخاصة وممر صغير خاص بالدراجات النارية ولو تمكنا من تطبيق ذلك هذا بالإضافة إلى النظام لقلت الحوادث وقلت الازدحامات. فيجب أن تتضافر الجهود للقضاء على هذه المشكلة أو على الأقل للتخفيف من حجمها.
وفي نهاية أوجه دعوة إلى المسؤولين أصحاب الضمائر الحية المليئة بحب الكويت أن يسرعوا في إنجاز هذا التنظيم من أجل الحضارة والحفاظ على مكانة الكويت العظيمة. ونهاية ثانية «أغيثونا.. أغيثونا».
[email protected]