دائما وأبدا تؤكد الكويت حرصها على سلامة وكرامة أبنائها داخل الكويت وخارجها ولكن هذه هي المرة الأولى التي أشعر فيها بتقصير من بعض المسؤولين بسفاراتنا في دول العالم فقد تألمت كثيرا عندما علمت بمعاناة أحد المواطنين الكويتيين عندما قرر السفر إلى ألمانيا في رحلة للعلاج مثلما يفعل الكثيرون من أبناء شعبنا، فبعد مشقة العمل وتحمل مناخ هذا الصيف الأشد قسوة وحرارة لم نرها منذ خمسة أعوام بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التي حدثت له في الفترة السابقة لسفره وفقدانه أناسا من أقربائه أخذهم الموت منه، هذا إلى جانب إصابته بمرض خطير في رأسه كما أكد له الأطباء الذين قالوا له إن الراحة النفسية عامل أساسي في علاجه وحذروه من التعرض للانزعاج أو الإرهاق لأنهما قد يتسببان في فقدانه نظره أو إصابته بشلل تام أو غير ذلك من الامراض أو لا قدر الله «الموت»، اضطر هذا المواطن للسفر إلى ألمانيا ليتلقى العلاج اللازم له في أحد مستشفياتها، وإليكم أيها السادة المأساة التي تعرض لها مواطننا: عندما وصل إلى ألمانيا قامت الشرطة الألمانية بالقبض عليه وكأنه تاجر مخدرات أو إرهابي وادخلته غرفة صغيرة وأخذت كل متعلقاته الشخصية وهاتفه النقال، وظل جالسا في هذه الغرفة لمدة تجاوزت الأربع ساعات وحاول هذا المسكين الذي اصابته صدمة لم يكن يتوقعها، حاول أن يفهم من هؤلاء ما الذي يدور حوله ولكنه عجز لأنه لا يعرف إلا اللغة العربية وحتى اللغة العربية منعوه من التحدث بها ثم طلب من الشرطة الاتصال بالسفارة الكويتية في ألمانيا من أجل أن تعيد له كرامته وحتى يهدأ باله ويشعر بالطمأنينة.
وفي وقت تواجد المواطن الكويتي جاءت الشرطة بشخص آخر وتبين أنه مواطن من دولة قطر الشقيقة ولكنه كان هادئا كثيرا وخلال مدة لم تتجاوز ربع الساعة حضر أحد أعضاء السفارة القطرية وقام بتعنيف الشرطة الألمانية التي احتجزت هذا المواطن القطري وتم الإفراج عنه وطالب بإخراج المواطن الكويتي أيضا على الفور لكن الشرطة رفضت.
وهنا سيطر الحزن على المواطن الكويتي الذي شعر بعدم الاهتمام من سفارتنا التي حاول الاتصال بها أكثر من مرة ولكن دون جدوى أو فائدة لأنه لم يستطع أن يصل إلى أي عضو من أعضائها وأخذ يصيح هذا المسكين ويقول: أين الكويتيون؟ ومرت الساعات وفي نهاية المطاف رد عليه شخص وأشك كثيرا في أنه من مزدوجي الجنسية وعندما تحدث إلى المواطن قال له: الشرطة تقول إنك دخلت الأراضي الألمانية بطريقة غير مشروعة ولديك تهمة أخرى وهي تزوير الفيزا، فصاح المسكين قائلا: سأعطيك رقم مكتب السفريات الذي حجز لي وكان الجواب: ليس لنا شأن بذلك وأغلق الخط بوجهه، فقال المواطن: حسبي الله ونعم الوكيل، وقام يغني: عاشت لنا الكويت، ومن يخرج من الكويت يعلم علم اليقين أنه ليس له غيرها.
وبقي على حاله حتى حضر إليه مترجم، بارك الله فيه، اتضح انه عراقي الجنسية ووقف بجانب المواطن الكويتي بكل حب وصدق وكانت الأسئلة توجه له بكل استهزاء وسخرية ووجهوا له تهمة الإرهاب التي لم توجه إلى أي كويتي من قبل، وبعدما أجاب المواطن الكويتي عن جميع الأسئلة بمساعدة المترجم العراقي اتضح أن الفيزا مزورة والخطأ من مكتب السفريات ولابد أن يغادر ألمانيا بعد التحقيق بساعة في الطائرة المغادرة وتم تصويره وأخذ بصماته كما يحدث مع المتهمين، وغادر المسكين بعد أن فقد كرامته من السفارة والشرطة الألمانية ولكني لا ألوم الشرطة على ما فعلته بل اللوم كله يقع على سفارتنا التي تهاونت في كرامة احد ابناء الكويت، وتخلت عن هذا المواطن وتركته يواجه الاتهامات والسخرية، أليس هذا دور سفاراتنا في دول العالم، أن تعمل على تسهيل كل الأمور لأبناء الكويت الطيبين، فمن المسؤول عن هذا التقصير؟
نعم هذه ليست قصة من وحي الخيال بل هي قصة حقيقية لمواطن حاول أن يرفع قضية على مكتب السفريات والسفارة لكنه لم يستطع تحمل مصاريف هذه القضية وأتعاب المحاماة.
ونهاية أريدكم أن تسألوا أنفسكم: من المسؤول عن هذه المأساة؟ هل المواطن أم السفارة أم مكتب السفريات، الذي غش هذا المواطن؟
لقد أصبحنا في زمن تهان فيه كرامة المواطن خارج الكويت.
فاللهم انصره على من أخطأ في حقه واشفه حتى لا يحتاج إلى غيرك يا عظيم.
[email protected]