لقد وجدنا أنفسنا اليوم فجأة وسط أزمة صيفية مخيفة هي أزمة الكهرباء، هذه الأزمة طالت الجميع وألقت بظلالها على جميع مناطق الكويت ولم تسلم منها حتى الوزارات أو الجهات الحكومية، ولكننا كنا نعلم علم اليقين أننا مقبلون على هذه الأزمة ولم يغب عنا سوى العلم بموعدها، ولكن يجب أن نعي جيدا قدر هذه الأزمة وسبل معالجتها حتى لا تصبح كارثة لو ابتعدنا عن الحلول التي ستخرجنا منها والتفتنا إلى الصراعات الشخصية ورؤوس الأشخاص من أجل التكسب الانتخابي واللعب بمشاعر المواطنين.
والمؤسف في هذا البلد الطيب وجود بعض الأشخاص الباحثين دائما عن التأزيم وانتقاد الآخرين مستغلين الحرية والديموقراطية التي تتمتع بها الكويت، اذ سرعان ما بدأت أزمة الكهرباء في الظهور وبدلا من أن ينشغل هؤلاء بالوقوف على أسباب الأزمة والسعي إلى حلها بدأوا بإلقاء التهم على وزير الكهرباء والماء د.بدر الشريعان، وانتقدوا أداءه الوزاري وبدأوا الهجوم الشخصي على الوزير.
ونعلم جميعا كما يعلمون جيدا من هو د.بدر الشريعان، فهو إنسان متواضع يخاف الله ويعلم مسؤولياته تجاه المواطنين جيدا، وكان يشهد له هؤلاء جميعا عند توليه هذه الوزارة منذ عام بأنه الرجل المناسب في المكان المناسب وليس هذا دفاعا عن د.الشريعان لأن مواقفه منذ تسلمه الوزارة كفيلة بالدفاع عنه، فهو من وقع مشروع محطة الصبية التي توقفت أكثر من 10 سنوات بسبب تردد الوزراء السابقين وخوفهم من المساءلة النيابية ولكنه فعلها بكل شجاعة وحزم وسترى النور في 2011، وأريد أن أذكركم بتراكم الفساد في هذه الوزارة قبل أن يتولى د.بدر الشريعان رئاستها وخير دليل على ذلك مشروع «طوارئ 2007» والشبهات التي طالت هذا المشروع وظهر حرص الوزير الشريعان على متابعة هذا الملف وملاحقة المتورطين فيه وهذا إن دل على شيء فإنما يدل على حرصه على المال العام.
كيف نلقي اللوم على هذا الوزير بعد عام من تسلمه الوزارة؟! هل كان هذا العام هو المتسبب فيما وصلنا إليه الآن؟! بالطبع لا.. فمنذ سنوات ونحن نعلم أن حال الكهرباء يرثى لها وتوالت التحذيرات والإنذارات ولم يقصر الوزير الشريعان الذي ورث تركة متهالكة من محولات كهربائية متآكلة ومحولات أخرى تحتاج إلى الاستبدال والتغيير الفوري ومحولات أخرى لا تستطيع تحمل طقس الكويت المؤلم، بالإضافة إلى تهالك الكيبلات والمحولات التي مر عليها 40 عاما من الزمان.
فمشكلة الكهرباء ليست وليدة اللحظة وليست وليدة الوزارة، بل جاءت عبر تراكم سنوات من الإهمال والتقصير، كما أكد من قبل الوزير الشريعان الذي قام بجهود جبارة خلال هذا العام، وقام باستبدال أعداد كبيرة من المحولات بمحولات أخرى تناسب طقس الكويت ودرجة الحرارة العالية والقاسية كالتي نشهدها هذه الأيام والتي لم تشهدها الكويت منذ 5 سنوات. فما ذنب الوزير الشريعان في ارتفاع درجات الحرارة إلى هذا الحد؟! فليس من العدل أن نحمل الوزير ارتفاع درجات الحرارة واهمال الوزارات السابقة.
يجب أن نبحث عن حلول لمشكلة الكهرباء وألا نرمي الآخرين بالباطل، ولابد من توفير ميزانية للوزير حتى يعمل على إصلاح وضع الكهرباء المتردي. والمهم لدينا الآن القضاء على المشكلة وتدارك مؤشراتها بحلول فورية حتى نخرج بحلول تقضي على هذه المشكلة، لا أن نهاجم شخص الوزير.
وحتى يهدأ بال المواطنين والمقيمين ويرتاحوا من حرارة الصيف وانقطاعات الكهرباء المتكررة، فقد أصبح المواطن يعيش مشكلة صحية ومادية ونفسية عند انقطاع الكهرباء عندما تتعطل الأجهزة الكهربائية وتتلف الأغذية بالإضافة إلى انقطاعها خلال فترة امتحانات الأبناء وما يعانونه بسببها، ولكني في النهاية أدين بشدة صندوق التنمية الجاهز دائما لمساعدة الآخرين فقط دون أن ينظر إلى المحولات الكهربائية المتهالكة في ديرتنا بالإضافة إلى أشياء أخرى متهالكة تحتاج إلى نظرة من المسؤولين من أجل الكويت، فالشعب يريد النتائج ولا يريد الصراعات الشخصية.
[email protected]