في لحظة صمت وهدوء سيطرت على المكان، من بعد عاصفة قوية اخترقت صفو الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية عربيا وعالميا، هذه العاصفة هي «الربيع العربي» والذي انتشر بشكل كبير في الوطن العربي، في تلك اللحظة سمعت صرير اليراع يناديني قائلا: أين أنت يا هديل الطير الذي كان يغرد كل صباح ويحملني على جناحيه ويحلق فوق السطور في كل مقال صاح بصوت مخنوق، ينادي ويصرخ: أفيقوا أيها العرب، أفيقوا أيها المسلمون من غيبوبة الصمت التي سيطرت عليكم سيطرة كاملة، أفيقوا من سباتكم، وسرعان ما أفاقت الشعوب العربية بثورة عارمة حركت المياه الراكدة، كانت ثورة الحق وإذهاق الباطل ووضع حد لرؤساء كالذئاب يملأ الطمع قلوبهم ولم يتوانوا في ظلم شعوبهم والنهش في أجسادهم والارتواء من دمائهم.
ليس هناك شك في ان الربيع العربي قام وثار على كل الظالمين والفاسدين ولم يختص بالرؤساء والزعماء بل ثار على كل فاسد عكر صفو الحياة السياسية، وقام بتضليل شعبه وثار ايضا على كل مسؤول لم يقم بمسؤولياته التي كلف بها.
من هنا أقول: أفيقوا يا نواب مجلس الأمة، أفيقوا قبل فوات الأوان، فقد فقدنا الثقة بكم بعدما أدخلتمونا في متاهات وطرقات منحدرة لا نعلم الى اين ستصل بنا وما الفائدة من سلوكها.
أفيقوا قبل ان تغرقونا في بحر من الظلمات أمواجه تعلو دائما ولن تهدأ إلا بنهايتنا والقضاء علينا جميعا.
يا نواب الأمة، لقد أنعم الله علينا بوطن نفخر ونعتز به وبصباح مشرق أنار قلوبنا وأعطى الأمان لنا، وجعلنا نفخر بأننا كويتيون، وبشعب طيب لا فرق بين أحد من أبنائه، كما أنعم الله علينا بخير وفير في هذا البلد المعطاء الذي وهبنا الكثير والكثير، ولكن ماذا كان عطاؤنا؟ وما قيمة إنتاجنا؟ لم نقدم سوى إضرابات واعتصامات ومطالبات بكوادر ووقف لمصالح الدولة، فهل هذا هو ما تستحقه الكويت؟
وحسنا فعلت الحكومة بإقرار كادري العاملين بالنفط والمعلمين فهذان القطاعان أهم قطاعين في الدولة، وبعد انتهاء يوم الأربعاء الأسود أثبت يوم الثلاثاء تكاتف الشعب الكويتي وإخلاصه للوطن وللأمير من هنا يقول «اليراع الحر» كلنا للكويت والكويت لنا.