جعل الله في النخيل والزرع نبض الحضارة والجمال والعطاء، وقد حوت تعاليم الإسلام وتشريعاته، وكذلك ما روي عن الأنبياء والصحابة وعلماء الدين والأئمة الكثير عن النخيل والزرع.
ورد في القرآن الكريم أكثر من 32 موضعا عنهما منها قوله تعالى (وترى الأرض هامدة فإذا أنزلنا عليها الماء اهتزت وربت وأنبتت من كل زوج بهيج) فالآية توضح أن النبتة تخرج من الأرض بقدرة الله وليس العبد وذلك يدل على أن النبات والنخيل فيه منفعة للإنسان، وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «إن قامت الساعة وبيد أحدكم فسيلة فان استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليفعل» وتشمل الفسيلة الشجيرات المثمرة من النخيل وغيره.
ومن معجزات الله في خلقه الشجر يسجد لله وأيضا من مميزاته أن النظر إليه يمنح الإنسان الشعور بالطمأنينة والذهول من عظمه وجمال خلقه. لقد ذكر الرسول عليه السلام أن النخلة بنت عم الإنسان، فهي أصل العطاء ونرى شموخها وصمودها فهي تتحمل الرياح والعطش وملوحة الأرض وتبقى قوية بصمودها مثمرة بالخيرات.
قال تعالى (أمن خلق الله السموات والأرض وأنزل من السماء ماء فأنبتنا به حدائق ذات بهجة) فالنبات إذا غاب غابت الحياة وبهجتها وتاريخ الإسلام يتحدث عن أصالة النخلة كالأم التي تظلل على أبنائها فهي ظللت علينا منذ الصغر وكم من ذكريات جميلة جمعتنا بها وأصبح الإنسان صديقا لها فإنها هدية الرحمن لعباده.
ومن هنا نتطرق إلى دولتنا الحبيبة الكويت ومناطقها السكنية التي تعاني في بعض الفصول من شدة الرياح الرملية وخطورتها على صحة الإنسان ومن أعراضها السلبية حساسية العين وضيق النفس ومعاناة مرضى الربو وغيرها من السلبيات، فالشجيرات من أساسيات الحياة الصحية، ومن رحمة الله على الإنسان أنه أكرمه بتلك النخلة للاستفادة من منافعها وهي تتحمل الظروف المناخية وتعمل على تخفيف حرارة الجو وترطيبه.
لذا فإن الكويت تحتاج إلى كل مواطن يغرس فسيلة دون التعدي على أملاك دولتنا الطيبة لأن التعدي ليس من أسلوب الإسلام، والحمد لله أن الله أنعم علينا بأمير العطاء الشيخ صباح الأحمد الذي أعطى الكثير من ثمار الخير، وهذا يدفعنا لأن نتكاتف جميعا لنحافظ على جمال وحضارة الكويت ونجعلها مبهجة بالذهب الأخضر.
اللهم احفظ لنا أميرنا ليبقى دائما يظلل علينا بكرمه وعطائه.
[email protected]