بداية الحكاية عندما جاءني شعور نهاية البداية بعد أن أصبح كل شيء يؤدي إلى طريق الحيرة واليأس والألم، حتى الروتين أصبح دخيلا في حياتنا اليومية وكل ذلك يهدد معالم المرح والسعادة لدى البعض وكما السعادة لدي.
عندما يأتيني هذا الشعور بفقدان الإحساس بالحياة أجد نفسي على شاطئ بحر أجدادي الذي يحمل أسرارهم ومعاناتهم وذكرياتهم، محافظا على التواصل مع الأجيال بكل غموضه وصمته الدائمين.
وكما يعلم الجميع فإن البحر صديق الإنسان يعطيه من خيره ويستمع إليه دون الإفشاء بالسر ويبقى صامتا، لكننا لا نتجاهل غضبه ونعلم أنه أحيانا يكون مقبرة للإنسان.
فجلست مع صفاء الذهن وجعلت العقل والقلب يتواصلان باتفاقية بينهما تجاه الفكر الصائب، وكما نعلم فهما دائما على اختلاف ومن ثم نظرت إلى السماء فإذا بي أرى الشمس في بداية الغروب، شعرت بنبض القلب يتحدث ويقول كل شيء يغيب وينطفئ نوره حتى الشمس تريد أن ترحل وتتركنا نعاني من ظلام الليل وبرودته، وإذ بالعقل الحكيم يقول: لكنني أرى غير ذلك هناك بعد الظلام نور وقدوم فجر جديد، ومن ثم تشرق الشمس من جديد ويعم الدفء وتشير بنورها الى أن الأمل والتفاؤل هما سر وجودهما.
ثم صمت قليلا وشاهدت عيناي سفينة تسير وسط البحر والنجوم تعكس ضوءها على البحر ليعكس هو الآخر ضوءه على السفينة ليرسم لوحة من أجمل اللوحات التشكيلية ومن هنا يؤكد العقل أن السعادة والجمال عندما نقترب منها ونصادقها ينعكسان على حياتنا.
أكمل لكم الحكاية: ومن العجب أن رأت عيناي خلال تلك اللحظة طائرا عملاقا يتلون بألوان «قوس قزح ورأيته يحلق فوق تلك السفينة وكأنه ملاك الخير قادم من السماء ليبعث الأمل في قلوبنا ويجعل التفاؤل شعارنا، ثم رأيت الطائر يتجه نحوي مسرعا وإذ به يحملني فوق جناحيه لينزلني فوق السفينة العجيبة فسألته «إنس أنت أم جن؟» وأنا في حلم أم علم؟ قال: أنا الضمير الحي ومن رحمة ربانية أنا الصدق والمشاعر الإنسانية أنا اللغة الأصيلة للأمة العربية جئت من زمن الخير والقلوب الصافية أريد أن تصبح الأحلام والآمال واقعية بكل صدق وتضحية وليس بكلمة زائفة أو جملة أوساطها خفية، وليس من أجل من يواعد ويخلف بسبب الإغراءات المالية أو من يضع الأصفاد في يد كل من يقول كلمة الحق بكل حرية، فأنا أخاف الرب وأعشق الوطن وكل من ينطق بمعان حقيقية.
جئت لأني أحبكم وبكل صراحة أحمل همكم، فالأرض الجوفاء أزرعها خضراء من نبع العطاء تبقى مرتوية حتى يحصدها أصحاب النفوس النقية.
أتيت حاملا الأمل لمرضى السرطان وأداوي الأمراض المستعصية وأساعد اليتيم وعابر السبيل وأحمل على جناحي الأيمن نور القرآن، جئت لزيارة الآباء والأمهات الملقى بهم في دور العجزة، المنسية بسبب عقوق أبنائهم تجاههم وغفلوا أنه دين سيوفونه في حياتهم الباقية ومعي لهم رسالة من الرحمن «ولا تقل لهما أف ولا تنهرهما».
جئت بعدما سمعت نداء كل كبير وصغير من «البدون» الذين يستحقون الجنسية يقولون نريد سكنا يأوينا، نريد علما نافعا وعملا يساعدنا على الحياة ونبحث عن اسم عن هوية تثبت أننا بشر ولنا أمل يحيينا.
جئت حتى أجمع أمة محمد نبينا صلى الله عليه وسلم ونحرر القدس ونحل القضية ونقضي على الإرهاب ولم شمل الأمة العربية ونقول للحوثيين «stop خط أحمر بينك وبين حدود السعودية» ونقول لسورية ولبنان هذه بداية فخر حقيقي، وللحريري نقول له فارس أصيل وابن فارس عظيم وتحمل كل المعاني الفخرية وبنداء من قلب يعشق أرض الكنانة مصر نقول لها: استمري كما عودتنا حضن الأم الوفي لأنك أصل الأصل وعانقي الأمة العربية. ونقول لرئيس السودان: العدل والضمير والإيمان هي مفتاح الأمن والاستقرار، وللكل ختام ونوجه سؤالا إلى إيران: ما سبب الغموض وهل أنت ناوية شرا أم سلاما وما هي القضية؟
وما غفلت عن أن جميع أجمع البلدان العربية والغربية رغم اختلاف اللغات والأديان لكن الأكيد نحن نكمل بعضنا، لابد من الترابط والعزيمة حتى نقضي على الإرهاب ويعم السلام ونحيا حياة حقيقية واختتم كلامه معي بقولة «هناك أمل».
أذهلني كلام ذلك الطائر، وقوته وعظمته، ما جعلني أتخيل أن هذا ممكن أن يحدث في هذا الزمان.
وفجأة رن هاتفي النقال وكانت النغمة «محال محال» فاستيقظت من أحلام اليقظة وصدمت وقلت صدقت يا بو خالد «محال محال».
كلمات معبرة
السفينة: جمع الأمة العربية بالتكاتف
الطائر العملاق: القلم الحر
الشاطئ: ميناء السلام
الشمس: التمسك بالأصل
النجوم: اتخاذ القرارات الصائبة لتحقيق الإنجازات وتوفير الأمان للأجيال القادمة
الغروب: الخوف من التقدم والتردد الدائم لدينا
القلب: الحب
العقل: الرؤية المستقبلية
قوس قزح: الحياة الزاهية المليئة بالتفاؤل
[email protected]