العقل هو جهاز التحكم الرئيسي للإنسان ووسيلة الحركة ومفتاح النجاح في جميع المجالات، لذا فإنني أشبهه بمؤشر البورصة فإذا كان العقل مليئا بالعلم يتجه المؤشر إلى أعلى ويرتفع إلى أقصى درجة من التقدم ويكون في ارتفاع مستمر، وإذا استغله الإنسان استغلالا جيدا، استطاع من خلاله الوصول إلى قمة الهدف المنشود والنجاح في الحياة.
أما بالجهل فانه ينحدر المؤشر بالإنسان إلى الأسفل ليصل به إلى متاهة الظلام والتخلف، هل تعلم أن العقل الصائب هو الوسيلة السريعة لإنجاح أمورك الصحية بل يمتد إلى النجاح في حياتك العملية والأسرية حتى في اختيار الأصدقاء.
والعقل الإنساني له قيمة كبيرة في التمييز بين الأشياء فقد منحنا الله العقل لنفرق به بين الصواب والخطأ، بين النافع والضار، الخير والشر، النور والظلام، الحق والباطل، فالعقل لا يقف إلا عند المستحيل والمستحيل متفاوت بالنسبة للعقل، ولكن لابد أن تحكم عقلك في الأمور الهامة وليس قلبك، وتأكد أنك إذا اعتمدت على العقل في جميع الأمور فستصل إلى السعادة والراحة الأبدية ولكن علينا أن ننمي هذا العقل بالغذاء الذي يحتاجه، من خلال النمو والتطور بالإنجاز تستطيع ان تكسب ثقة الآخرين واعتمادهم عليك في كافة الأمور، ورغم أن العقل يعتبر جهاز تحكم الإنسان فإنه يحتاج إلى جهاز تحكم خاص به، أطلق عليه الريموت كنترول ومن دونه يصبح العقل بلا فائدة ويتمثل هذا الريموت في الغذاء الفكري والعلمي المليء بالثقافة السياسية والدينية والطبية والبيئية.
ويبقى العقل بهذا الغذاء الصحي المتكامل صائبا وقوي البصيرة ولديه ما يكفيه من الذكاء عند اتخاذ أي قرار مهم ولديه القدرة على تحويل العلم إلى سفينة متنقلة للأهداف فيحول الحلم إلى واقع، ولا يكون للمستحيل وجود في قاموسه الواسع المليء بأمواجه الفكرية، ومن هنا يصبح النجاح حليف العقل ولكن عندما يتخذ البعض قرارات تعتمد على العواطف دون مشاركة العقل سترى المؤشر في انحدار دائم ليتجه إلى الفشل والندم والخسارة.
لاشك أن صاحب العقل الراسخ يثمن الكلمات في الحوارات الإيجابية ويضع أمامه هدفا للوصول إلى النجاح والتقدم، علما أن عقول البشر متشابهة في الخلق لكنها تختلف من إنسان إلى آخر من حيث الغذاء الثقافي الموجود بداخلها.
فالعقل المزود بالثقافة والعلم يختلف عن العقل الفارغ الذي لا ينمو، وكل إنسان لديه رؤية خاصة به تحدد مساره واتجاهه إما بالتقدم أو بالفشل وهناك قلة تبقى عقولها في تخدير الجهل وبلا حركة وبلا فائدة، ويظل الشخص من هؤلاء القلة ويزيد نفسه جهلا أكثر وأكثر ويبدأ في نقد أصحاب العقول الواعية ويحاول أن يقلده ويتقمص شخصيته في كل شيء والمشكلة أنه يصدق نفسه ويظن أنه وصل إلى القمة وللأسف لا يوجد لديه العقل الصائب الذي يقرع له جرس الإنذار ليفيق ويرى نفسه فوق جبل من الوهم مكون من مكبات الآخرين.
ومن هنا أتوجه برسالة إلى المسؤولين عن التعليم في الكويت مفادها أننا لابد أن نهتم بالتعليم أكثر مما نحن عليه الآن فبالعلم تتقدم الأمم ولابد أن نطور التعليم ونبتعد عن أسلوب الحفظ ونسعى إلى تنمية مهارات الطالب العقلية وندع الفرصة للتفكير والاختراع والابتكار. ونداء إلى جميع الأسر إلى كل أب وأم أن يزرعوا العلم في عقول أبنائهم منذ الصغر فغذاء العقل العلم الذي يحصده الأبناء مستقبلا والقضاء على الجهل والكفاح بصلابة للوصول إلى قمة الأهداف والنجاح في الحياة.
www.alyera3_al7or.com