الآلاف من مشيعي الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا والملايين من الذين حزنوا على رحيله رحمه الله، تجاوزوا كل الانتماءات المذهبية واجتمعوا حول محبة قلب أحب الجميع دون استثناء.
فما الشيء الذي قدمه أبوعدنان لكل هذه الملايين من البشر التي شعرت بحزن فقده كما فقد أحد افراد اسرتها؟ فقد ضربت اطناب حزنه من شمال الخليج الى جنوبه ومن شرقه الى غربه.
إن الذي يقدم فنا جميلا وراقيا سيجتمع الناس على محبته رغم أنف اعداء الفن والحياة، لذلك هزم عبدالحسين كل من في قلبه غل، انتصر على جميع القلوب غير الوضاءة حتى في يوم وفاته المهيب، قدم «درب الزلق» لكنه لم ينزلق في مهاترات أو ينحز لطرف ضد آخر، قدم «الحيالة» ولم يحتل على أحد طوال مسيرته المهنية وكان مثالا للفنان الراقي والمهني المحترف، كان عزوبي السالمية طوال عمره نموذجا رائعا لقاصد الخير، ودعته قلوب أهل الخليج وهي صادقة في محبته مثلما كان صادقا في زرع الابتسامة في كل مكان وفي كل قلب، فكانت دموع رفقاء دربه ومحبيه أكبر دليل على مكانته عند الجميع.
ما المجد إن لم يكن هو ما حققه عبدالحسين عبدالرضا في حياته وفي مسيرته الفنية الممتدة لأكثر من نصف قرن؟ كان أهل الكويت وأهل الخليج عموما في يوم وداع أسطورة الدراما الخليجية يوجهون رسالة لأعداء الحياة والمتطرفين بأن انصار الحياة والمحبة والخير هم من يستحقون المحبة والتقدير والاجلال فوق الجدران التي يحاول أن يبنيها الاعداء من فتنة طائفية وفتن تتراكم كقطع من ليل، البكاء المر الذي سمعناه وشاهدناه من قبل الكثيرين في وداع أبوعدنان كان ينضح بالحب والمودة والحزن الشديد على فقد اهم مصدر من مصادر البهجة في المجتمع الخليجي، ترك ثروة وكنزا ثمينا من الفرح يمكن لكل خليجي أن ينسى احزانه من خلال فن حقيقي وكوميديا تحمل ديمومتها من حبكتها الراقية والمشغولة بعناية، رحل رائد الدراما الخليجية ووحد القلوب في يوم رحيله هازما كل حاقد ومغرض ليدخل التاريخ من أجمل ابوابه وأكثرها رحابة.
* إعلامية - رئيسة تحرير موقع روتانا الإلكتروني