بعد ما ظهرت مواقع التواصل الاجتماعي والوسائل الرقمية سريعة الانتشار، أصبح الإعلام التقليدي يبحث عن ملاذ لتفادي الشيخوخة التي حلت به، لذا توصل مسؤولو الإعلام التقليدي إلى مواكبة الإعلام الرقمي لكي يجذب المتابعات التي فرت منه، ولكن المواكبة التي فكرت بها المنابر الإعلامية التقليدية خاطئة جدا وتحولت إلى بسطات لترويج سلع فاسدة ومنتهية الصلاحية! من شأنها إفساد شرائح مجتمعية بشكل واضح!
والذي نقصده بالفاسدة والمنتهية الصلاحية هم ضيوف الإعلام التقليدي وأفكار البرامج التي يقدمونها، فأصبحوا يبحثون عن البضاعة المتوافرة في متناول الجميع ويأتون بها بعدما أصبحت مستهلكة!
وهذا الأمر أشبه «بالبقالة» التي تأتي ببضاعتها من الجمعيات التعاونية المجاورة لها وتبيعها بضعف السعر!
لذلك يصبح هذا التصرف نقيضا للذكاء جملة وتفصيلا، في أن يبحثوا عن مشاهير (السوشيال ميديا) الذين هم أساسا لديهم منبر إعلامي خاص بهم وأسرع انتشارا ومن دون قيود، منهم ليقدموهم «بالبسطة»! التي تحدثنا عنها مسبقا والتي تتمتع بأقل الإمكانيات وأكثر تقييدا من منابرهم التي روجت لهم بطريقة أفضل.
من المفترض أن يبحث الإعلام التقليدي عن مجاراة ومواكبة الإعلام الجديد أو ما يسمى بالإعلام الرقمي سريع الانتشار، بمكافحة مشاهير التواصل الاجتماعي الذي يساهمون في نشر الظواهر السلبية، ويقومون بدعم المشاهير او رواد التواصل المتزنين الذين ساهموا في خدمة المجتمع وقضاياه وخدمة الوطن والمواطنين بطريقة سلسة لاقت رواجا كبيرا والنماذج كثيرة، ويقومون بعد ذلك بعملية ربط ذكية تدمج ما بين موقع التواصل الاجتماعي ورواده الأكثر فائدة وانتشارا ببرامج تلفزيونية تناسب جميع المتابعين.
آن الأوان أن تقوم البسطات بنفض الغبار الذي بات يكسوها، وان يحرصوا على تلك الميزانيات المالية الضخمة التي يتم صرفها على الظواهر الإعلامية التي لا نفع منها ولا فائدة، ويأتوا بخبراء إعلاميين ومفكرين بإسلوب حداثي للارتقاء بالمؤسسات الإعلامية.
هناك ما لفت انتباهي بشكل صادم في منصات الإعلام التقليدي أيضا ! كيف تكون هناك ميزانية تصرف لبرامج لا معنى ولا فائدة منها؟! ويكون محتوى هذه البرامج تحت مسمى المثل الذي يقول: «أخذ من كيسه وعايده»! باستضافة زملاء من المؤسسة نفسها التي تقدم البرنامج! مذيع يقابل مذيعا آخر، مذيع يقابل معد برامج في المكتب المجاور للاستوديو! أمر غريب وبرامج تدور في دائرة مغلقة لا تعود للمتابع بأي فائدة، هذا إن كان هناك متابع!
إعلام البسطة، إداريوه ومسؤولوه يطلقون الكذبة بأنه الأفضل وبرامجه هي الأقوى، وفي داخلهم يعلمون أن ذلك غير صحيح، ويعلمون أن برامجهم الأفضل فقط في نزف الميزانيات الضخمة دون عوائد تذكر، وأن الجوائز التي يحصلون عليها في المهرجانات التي يشاركون بها هي حصيلة رشاوى تدفع لمنظمي المهرجانات لحصد أكبر عدد من الجوائز.
[email protected]