حمد الكوس
عندما نتحدث عن رجل المرور في البلدان المتقدمة نجده ذاك الرجل الوقور الذي يقوم بخدمة من أعظم الخدمات وهي سلامة الناس وأرواحهم وإعطاء الطرق حقوقها، وتسهيل تنقلات الناس والحفاظ على راحتهم كيف لا؟ ونحن نرى جراء هذا التقصير من حصاد للأرواح ووجود العاهات والإعاقات وضياع أوقات الناس ومصالحهم، ولاشك في أن (ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا) وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
وإحصائيات الحوادث كما أشار المتحدث الرسمي باسم وزارة الداخلية وصلت حالات الوفاة فيها إلى 2627 خلال السنوات الست السابقة..! في حين بلغ عدد وفيات الحوادث عام 2007 نحو 447 حالة وفاة! وكلنا أمل في وزير الداخلية الذي يعجبني أداؤه القوي وحزمه الرائع في زمن الفوضى في الحد من هذه الحوادث وصدقوني إن المخالفات وحدها وكاميرات المرور ليست حلا لهذه المشكلة! فقد أصبح الناس يعتادون عليها يوما بعد يوم رغم حرقة الكبد حين تجديد دفتر السيارة.
ودفع «البيزات نوط ورا نوط»! وأما بعض الأغنياء فلا يبالون مقابل استهتارهم!
ولا شك في أن رجل المرور ووجوده في الشارع وتوجيهه لسائقي السيارات وهيبته المطلوبة وتعليم الناس احترامه هو حل مطلوب من الحلول المهمة بل من أهمها.
ثانيا: لابد من تكثيف الحملات الإعلامية واستمرارها طوال العام وإذا كانت حملة «ترشيد» كلفت 15 مليون دينار لتوفير الكهرباء والطاقة ونجحت في ذلك، ووفرنا أضعاف ما دفعنا رغم استخفاف بعض من يجهل نتائجها، فحملة مرورية إعلامية مكثفة يدعمها مجلس الوزراء أو وزارة الداخلية لحماية أرواح وأجساد أهل البلد أولى!
ثالثا: الحزم في تطبيق القانون ضد المستهترين، وعودة هيبة القانون وفي الزمن الماضي كنا نسمع عن رجال المرور المخلصين الذين لا يبالي أحدهم إن كان من أمامه من أقرب المقربين إليه، ولا أخفي سرا إن قلت: إن حملة ربط حزام الأمان قبل سنوات كانت ناجحة مع مرتبة الشرف وإلى الآن اعتاد الناس ربط الحزام رغم انقضاء سنة الحزم، ولكن مع تطبيق القانون يسير الناس على الصراط المستقيم، وكذلك حملة منع استخدام الهاتف أثناء القيادة كانت رائعة وناجحة كذلك، والجميع اعتاد الالتزام بها، فالأجانب والمواطنون ليست لهم حجة في ذلك بعد الحملة الإعلامية، ولابد أن تترجم القوانين إلى لغات بعض الوافدين مثل البنغال الذين وصل عددهم إلى عشرات الألوف ويعدون أكبر جالية وكثير منهم يعمل في التاكسي.
ختاما: إن تطبيق القوانين المرورية لابد أن يدرس من ناحية اجتماعية مرة أخرى، ولابد أن تدرب شرطة المرور على كيفية التعامل مع الجمهور وكيفية تأنيب المخطئ بالكلمة المناسبة.. وصاحب المعالي الوزير القوي جابر الخالد بارك الله فيه الذي يملك إن شاء الله الحزم بالحق، والرحمة بالناس هو فارس المضمار الذي نؤمل فيه القيام بحملة إعلامية كبيرة بإذن الله لتثقيف الناس وتعليمهم والتدرج معهم بإذن الله حتى نشاهد أثر هذه الحملة بخفض عدد الوفيات والحوادث المؤلمة إلى النصف أو الثلثين أو حتى واحد بالمائة ويصدق بإذن الله توقعي، فلن تضيع هيبة المرور مع الوزير الشيخ جابر الخالد.
ومضة:
هل أصبحت سيارات الأجرة لدى بعض الآسيويين وسيلة لترويج الدعارة والفساد والعياذ بالله؟! لابد من المحاسبة الشديدة للخاطفين وأصحاب العصابات وتشديد العقوبات، ووضع عقوبة صارمة تجاه هؤلاء الخاطفين الذين ملأوا بعض المناطق السكانية المشهورة فسادا! وحتى لا يفكر هؤلاء المجرمون بتكرار جرائمهم مرة أخرى، مع ضرورة رصد وضع العنوان الكامل والاسم والبيانات داخل التاكسي وصد كل من تسول له نفسه توصيل العبرية بدون رخصة فلقد ولى زمن «الوانيتات والعبرية».