ما إن بدأ الحراك العربي في تونس وثار التوانسة على حكم رئيسهم حتى ظهرت مشاعر التأييد من الشعوب العربية ولم تمض أيام حتى سقط النظام فتحرك الشعب اليمني مطالبين برحيل علي عبدالله صالح وتحرك الشعب المصري والشعب الليبي وبدأت الشعوب العربية تتطلع لمن يسقط أولا.
فكلما سقط رئيس استبشرت الشعوب العربية خيرا بانتظار البقية وكانت الجموع مصدقة ان تلك الانتفاضات ستكون لصالح الأمة العربية وشعوبها ومن أجل مستقبل باهر يسوده العدل والمساواة.
ولم تمض 4 سنوات منذ بداية الانتفاضات حتى ظهرت الكوارث في بلدان الربيع العربي فبدأ الصراع والقتال بين أبناء الشعوب الواحدة وكأن هناك أحقادا دفينة منذ آلاف السنين بينهما وتنتظر الفرصة المواتية لإظهارها.
ليبيا باتت على شفير حرب أهلية وكل مدينة أو عشيرة سلحت نفسها ودخلت في صراع مع الآخرين، أما في اليمن فالصراع الطائفي والقبلي اشتد ولا يعرف نهايته.
سورية وفي ظل وجود بشار الأسد فإن القتال بين الفصائل المعارضة على أشده وتمزيق سورية وتقسيمها بات الأقرب، أما الشعب التونسي فقد استدرك المخاطر واستوعب الدرس وعاد الى تنظيم حياته واستقر البلد بعد ان كان على وشك انتشار الفوضي فيها.
مصر بدأت تتعافى بعد صراع شديد قسم الشعب المصري إلى جزأين ولكن الحكمة عادت إليه واستقر الحكم وإن كانت بعض جيوب الفوضى موجودة في بعض البؤر.
اليوم أصبح واضحا من يطالب باستمرار الربيع العربي ويتمنى وصوله الى دول مجلس التعاون الخليجي فهي أحزاب ومنظمات مرتبطة مع دول لا تريد إلا الشر لدولنا. فالشعوب الخليجية عليها التنبه إلى المخططات المريبة والدعوات المشوبة بالدعاء بالبحث عن حرية زائفة لا يرجى من ورائها إلا فوضى عارمة ودمار لأوطاننا ومنطقتنا.
[email protected]