بسبب سوء سلوك ومن دون قصد جنائي يرتكب بعض صغار السن أفعالا تعتبر جريمة رغم أنها من وجهة نظرهم نوع من أنواع العبث الشبابي.
من تلك الأفعال قيام بعض الشباب بدخول الجمعيات التعاونية وسرقة كيس من الخبز أو قطعة من الكاكاو ويأخذ الأمر على انه تحد لقدراته وذكائه وحين يضبط فإنه بالتأكيد يتعرض لمواقف متعددة فقد يوبخ من قبل الحارس ويطرد أو يطلب منه دفع قيمة المسروقات، لكن الطامة الكبري إذا أصر مدير الجمعية على إحالة الأمر الى الشرطة طالبا تسجيل قضية وعلم الوالد بالأمر فإما انه يتدخل لحل المشكلة ودفع التعويض المطلوب بعد ان يتعرض للإهانة وهو يترجى الآخرين للتنازل عن الجريمة التي اقترفها ابنه أو إن الابن تسجل عليه قضية ويحال الى شرطة الأحداث ومن ثم الى النيابة الأحداث وما يتبعها من إجراءات قانونية تجعل الأب يتعرض لعدة مواقف مخجلة.
وقد يستمر هذا الشاب ويتمادى في عبثه ليصل به الأمر الى سرقة هواتف جديدة أو مستخدمة من محلات الهواتف أو مسروقات أكبر من ذلك، وقد عايشت إحدى هذه القضايا حين ألقى ضابط المباحث يعمل تحت إمرتي القبض على شاب يبلغ من العمر 15 عاما بتهمة سرقة هواتف عدة أما كيف تم ضبط فقد استدعي شقيق هذا الشاب والذي يبلغ من العمر 25 عاما بعد تشغيله لجهاز هاتف مسروق واستطاعت المباحث من رصد الجهاز ومعرفة مستخدمه، وبسؤال الشقيق أفاد بأنه حصل على جهاز الهاتف من شقيقه الحدث كهدية منه بمناسبة عيد ميلاده.
بعد التحقيق مع الحدث تبين انه قام بعدة سرقات وكان يبيع جزءا منها ويهدي أشقاءه بعض الهواتف ولكن المفاجأة انه أهدى والده هاتفا حديثا لكن الأب لم يستخدمه.
طلبت استدعاء الأب الى مكتبي وسألته: كيف يهديك ابنك هاتفا جديدا دون ان تسأله عن المصدر المالي الذي اشترى به ذلك الهاتف؟فلم أحصل على جواب مقنع أو مبرر من الأب المرتبك والمصدوم مما حدث ويحدث.
هذه الواقعة تؤكد مرة أخرى ان الأسرة والأب تحديدا عليه مراقبة أبنائه وتصرفاتهم والانتباه الى ما يجلبونه إلى المنزل من أغراض فقد تكون مسروقة.
وللأسف الشديد عايشنا قضايا كثيرة كنا حين نضبط الشاب ونكتشف ان أسرته مستفيدة مما يسرقه الأب وتستخدم تلك المسروقات من دون خجل.
هذا الشاب إذا لم يراقب من أسرته أو يتم ردعه في بداية تصرفاته المشينة فإن أفعاله الإجرامية ستكبر وتتسع، لتخلق الأسرة شابا مجرما بسبب إهمالها في مراقبة سلوكه وتصرفاته الصبيانية.
[email protected]