قبل عدة سنوات وحينما كنت مديرا لمباحث الاحمدي تلقيت بلاغا بوجود جريمة مروعة ارتكبها شاب مدمن على المخدرات بحق والديه، حيث اعتدى عليهما بالسكين فأصابهما بإصابات خطيرة ولكن نجوا منها بفضل من الله.
جاءت تعليمات وزير الداخلية الشيخ محمد الخالد في حينها بسرعة القاء القبض على هذا المدمن الذي اعتدى على والديه دون رادع من ضمير، فاستنفرت الكثير من قوة المباحث وكنت على رأسهم نبحث عن ذلك المجرم حتى تمكنا من ضبطه بعد ثلاثة ايام وكان متواريا في منطقة الزور.
حين دخلت عليه في تلك الشبرة القذرة ذات العفش المتناثر بكل صوب شاهدت الفتى جالسا في زاوية الغرفة يبكي بحسرة والخوف يملأ قلبه، كنت أحسبه خائفا من الشرطة وما بكاؤه الا لذلك، وما ان شاهدني حتى سألني:
هل هما حيّان؟
فأجبته بأنهما حيّان وهما في المستشفى يتلقيان العلاج.
وحينما سألته عن سبب جريمته، كانت اجابته صادمة لي رغم انه مدمن مخدرات.
٭ لا أعلم ماذا فعلت وكيف قامت يدي (قطعها الله) برفعها على والدتي ووالدي والاعتداء عليهما بسبب منعهما من اعطائي نقودا لكي اشتري بها مخدرات.
شعرت بمدى ندمه لما قام به، فسألته:
اذا كنت نادما فلماذا لم تسلم نفسك للشرطة؟
٭ كنت خائفا ان أسمع خبر وفاتهما او وفاة احدهما.
شعرت بمدى ندم ذلك المجرم فيما اقترفت يداه وهو المدمن على المخدرات.
مدمن مخدرات بعيد عن الايمان وتجد في قلبه ندما على ما ارتكبه، لكن ماذا بشأن من قتل والدته ووالده بدم بارد وهو يدعي ان قلبه مليء بالايمان ويبحث عن الشهادة تقربا الى الله ولدخول الجنة بسبب افكار اجرامية ابتدعها على انها من تعاليم الدين الاسلامي الحنيف؟
اخوان توءمان افكارهما انحرفت وقتلا والدتهما واصابا والدهما بدعوى انها رفضت ذهابهما الى سورية للقتال مع تنظيم داعش الارهابي خوفا عليهما ليتجردا بعد ذلك من انسانيتهما ويرتكبان جريمتهما النكراء.
اليوم وقعت الجريمة واثارت غضب وسخط الناس على مرتكبيها، ولكن سؤالي موجه الى هذين المجرمين وانا اعلم انهما لن يقرآ لي ما كتبته: هل ستشعران بالندم؟ وهل ستشعران بالغصة وتتذكران والدتكما وانتم تزهقان روحها بيديكما النجستين، والتي كانت مستعدة ان تفني حياتها لكما لو شعرت انكما معرضان للخطر؟
انا لا استبق الاحكام ولكن حكم القتل عليهما واجب، والسؤال يبقى: هل سيشعران بالندم ويبكيان حرقة على ما صنعته ايديهما من اثم كما اصاب مدمن المخدرات؟
انا شخصيا لا أعتقد انكما ستندمان، لأن من غرس فيكما ذلك الفكر نزع من قلبيكما روح الاسلام والانسانية.
[email protected]