قرأت للكاتب الكبير عبدالرحمن الراشد مقالة يتحدث فيها عن اقرار مجلسي النواب والشيوخ قانونا جديدا يسمى قانون العدالة ضد الارهاب وهذا القانون كان موجودا منذ اربع سنوات في ادراج الكونغرس الأميركي وتم اصداره قبل اربعة اشهر وارسل إلى الرئيس الأميركي اوباما للمصادقة عليه.
في المقالة اشار الاستاذ عبدالرحمن الراشد إلى التباين الواضح بين السياسة السعودية والسياسة الأميركية وان سبب ذلك في اعتمادهم على الديبلوماسية فقط دون التواصل المباشر بين القادة او ما دونهم من القيادات العليا.
كما عرج الكاتب على ما تعرضت له المملكة العربية السعودية من اعمال ارهابية من المنظمات الارهابية منذ سنوات بعيدة وقبل احداث الحادي عشر من سبتمبر.
هناك ملاحظات اود التطرق لها تعقيبا على تلك المقالة وهي اولا ان المملكة العربية السعودية المدعومة من كل الدول الاسلامية اصبحت تقود العالم العربي والاسلامي عدا ايران وتوابعها المتخلفين.
ثانيا ان اوباما الرئيس الأميركي اصبح حليفا واضحا لايران وللمنظمات الارهابية التابعة لها وداعما رئيسيا لنشر الفوضى في العالم العربي والاسلامي بل ومشاركا في جرائمهم في العراق وسورية وهذا الدعم يأتي من سياسة مغايرة بدأت تنتهجها أميركا منذ اكثر من عشر سنين.
قانون العدالة ضد الارهاب قانون موجه بالدرجة الاولى الى المملكة العربية السعودية والى دول الخليج العربي في الزامها بدفع الاموال لكل الحماقات التي ترتكبها أميركا في المنطقة حتى لو كانت ضدنا في سبيل عدم المس باستثماراتنا الخارجية.
لدى دول مجلس التعاون القوة في مواجهة أميركا والتصدي لافعالها من خلال الاستعانة بحلفاء جدد من الدول الاسلامية او الاوروبية او الصين والتي بامكانها تقديم الدعم المطلق سواء بعلاقتنا الديبلوماسية او بأموالنا ولا ادل على ذلك من قدرة المملكة العربية السعودية على التزود بكل انواع الاسلحة من بلدان عدة رغم معارضة أميركا لتزويدها بأية اسلحة متطورة حتى لو دفعت الاموال نقدا لها.
السياسة الاميركية اصبحت خطرا كبيرا على دولنا فالتناقض الواضح في تصريحات المسؤولين لديها والتعامي عن افعال ايران وما تفعله في المنطقة حتى موقفها في اليمن بدأ يظهر ضد تطلعاتنا حين سحبت المستشارين العسكريين بدعوى ان السعودية ليست في حاجة لهم وحين اجتمع وزير الخارجية كيري مع وزراء خارجية دول مجلس التعاون ليطلعهم على خطة أميركا المخالفة للقرار الدولي رقم ٢٢١٦ والذي ألزم الحوثيين والمخلوع علي عبدالله صالح بتسليم السلاح وعودة الشرعية اليمنية.
أما في سورية والعراق فأفعال واقوال أميركا واضحة في تخاذلها امام الروس وتغاضيها عن جرائم النظام والقوات الايرانية والميليشيات الارهابية التابعة لها ضد الشعب السوري الذي بلغ عدد قتلاه (٤٥٠) الفا وتشرد منه (١١) مليونا.
أميركا اليوم تختلف عن أميركا الامس وما تقوم به من افعال هي موجة ضدنا ولا ادل على ذلك من موقفها المتخاذل من أقوى حليف لها في المنطقة وهي تركيا حين تحالفت مع مجموعة ارهابية كردية ضدها.
أميركا اليوم تحاول الانسحاب من المنطقة ولكن ذلك الانسحاب لن يخلف وراءه الا الدمار حسب مخططها، لذا على دول مجلس التعاون اخذ الحيطة والتصدي لافعالها قبل ان تلقي بنا الى التهلكة وقد كانت تصريحات اوباما واضحة في ذلك.
اليوم يا استاذ عبدالرحمن الراشد الخطة الاميركية وضعت وبدأ تنفيذها والوقوف امامها موقف المتفرج دون تحرك من دولنا سيؤدي الى تدمير وجودنا اذا لم نتصد له بكل ما نملك هو الذي سيكون رادعا للجميع رغم اقرارنا ان هناك مفاتيح كثيرة تملكها أميركا الا اننا نملك ايضا الكثير من المفاتيح علينا استخدامها.
[email protected]