ما إن تبدأ عملية تسجيل المرشحين حتى تنتشر الاقاويل والأحاديث عن عمليات شراء اصوات لبعض الناخبين من قبل بعض المرشحين وفي كل مناطق الكويت.
وزارة الداخلية ومن خلال جهاز المباحث الجنائية ألقت القبض على عدة اشخاص يقومون بشراء اصوات الناخبين وقد صدرت احكام بالادانة للبعض منهم.
وتتم عملية شراء الاصوات اما لمنع التصويت للمنافسين لأحد المرشحين او للتصويت له، ويكون دفع مبالغ نقدية بعد التسجيل او في يوم التصويت.
القانون جرّم شراء الاصوات ووزارة الداخلية تقوم باجراءاتها، ولكن يبقى السؤال الاهم وهو ثقافة المواطن الذي يعلم علم اليقين ان من يدفع له لشراء صوته، فهل يعلم انه غير نظيف، ولهذا لا يهمه ما يفعله ويرتكبه ضد هذا المواطن لقناعته بأن من تسلم الرشوة لن يستطيع محاسبته او سؤاله؟.
يحدثني احد الاشخاص وبحسرة لموقف حدث له امام رواد ديوانية احد أعضاء مجلس الامة حين دخل عليه طالبا مساعدته لتوظيف ابنه، فالتفت العضو الى سكرتيره وكأنه يسأله هل هذا الشخص اخذ منه مالا او لم يأخذ؟ وعندها اشار اليه السكرتير بعلامة ان السائل قد قبض مبلغ الفي دينار للتصويت له، فأبلغه العضو وامام الملأ: لقد حصلت على صوتك مقابل المال ولن اقدم لك اي خدمة اخرى.
نهض الشخص وخرج من الديوان والعرق يتصبب منه والندم والحسرة يلفانه حيث اخطأ بحق نفسه وحق ابنائه عندما قبض مبلغا ماليا من عضو راش لحاجته الماسة في ذلك الوقت، ولكنه لم يكن يعلم انه باع ضميره ورجولته لشخص منعدم الضمير لن يتروع في بيع وطنه او يرتكب اي عمل يسيء للمواطن الكويتي.
لهذا، فإن من يبيع صوته لحاجته للمال كما يعتقد فإنه لن يحصل الا على عضو فاسد لن يتوانى في البحث عن تعويض ما دفعه من ماله الى ذلك الناخب من اي مصدر غير مشروع وبأي تكلفة.
حين تبيع صوتك يعني انك بعت ضميرك ومبادئك، فلهذا لا تتذمر او تنتقد الآخرين لأنك لا تستطيع انتقادهم وانت قدوة لافعالهم السيئة بسبب تلك الرشوة.
آخر الكلام
الذي يقرأ اسماء المرشحين لانتخابات مجلس الامة يرى ان التشكيلة قوية وان الصراع سيحتدم على اشده بين كل الاطراف، ولهذا يأتي دور الناخب الذي يحدد نوع المرشح الافضل للكويت.
[email protected]