مقارنة بين احصائية عام ٢٠١٥ و٢٠١٦ يتبين وجود فارق كبير في الوفيات بسبب تعاطي المخدرات ولهذا رأيت الاستفسار من أصحاب الاختصاص والعاملين بأجهزة مكافحة المخدرات والمختبرات الجنائية والطب الشرعي.
كان سؤالي يرتكز على الشق العملي، لماذا هذا الانخفاض في الوفيات من منظور منطقي وعلمي فكميات المخدرات بشكل عام لم تنخفض وأعداد المتعاطين لم تقل بل زادت.
وكانت النتائج التي حصلت عليها مذهلة وتتوافق في الرد على ذلك الاستفسار.
يعتبر مخدر الهيرويين هو القاتل الأول لمتعاطيه أما السبب: قوته وكثرة المواد الغاشة فيه، وانقطاع المتعاطي عنه لأي سبب كان «علاج - دخول السجن» وعودته الى التعاطي بنفس الكمية قبل التوقف تسبب الجرعة الزائدة وتؤدي الى الوفاة، وتعاطي مواد مخدرة أخرى بالإضافة إلى الهيروين تؤدي إلى الموت بالجرعة الزائدة.
المتعاطون بدأوا يدركون مخاطر تعاطي الهيروين ولهذا غالبيتهم اتجهوا الى تعاطي المواد المخدر الكيميائية «الكيميكل ـ السبايسي» وجميعها تصنف على انها مواد شبيهة بالحشيش المركب وتأثيرها الجسدي غريب حيث تكون شبيهة بالهيرويين كمهبط للجسد أو شبيه بالحشيش كمنشط للجسد.
مخدر الحشيش المركب يبقى بخلايا المخ لفترة طويلة بخلاف الحشيش الطبيعي الذي يطرده الدم بسرعة ولذلك فان الكيميكال أو السبايسي قد يتسبب في وفاة المتعاطي.
المخدر السبايسي يسبب للمتعاطي فوضى في السلوك فقد يتصرف تصرفات غريبة ومفاجئة فتظهر لديه نزعة في الرغبة بالانتحار فيرمي نفسه من أي مكان عال ويموت كما ان بعض المتعاطين يزيدون في الجرعة أو يتعاطون مواد أخرى إضافية فيصابون بالسكتة القلبية.
اذن هناك رأيان مختلفان في تفسير أسباب انخفاض الوفيات عام ٢٠١٦ عن بقية الأعوام السابقة فالبعض يعزوه الى الجهود الجبارة والمميزة التي بذلتها أجهزة مكافحة المخدرات في ضبط العديد من القضايا مع صدور قرارات بادراج مادة الكيميكال في جداول المؤثرات العقلية، اما البعض الآخر فيعزوها الى تغيير المتعاطين من مخدر الهيروين الى مخدر الكيميكال والتي ادت الى انخفاض الوفيات بسبب الجرعة القاتلة.
ومن منطلق درايتنا بالمخدرات لاننا عاصرنا مكافحتها لأكثر من سبعة عشر عاما فاننا نتمني وجود دراسة كاملة توضح سلوك المتعاطي والمدمن على المخدرات مع وجود برنامج تثقيفي في هذا الجانب توضح للأسرة مدى مخاطر المخدرات وكيفية ابعادها عن ابنائهم وكيفية التعامل مع المتعاطين منهم.
[email protected]