نشر الزميل أحمد الصراف مقالا في الزميلة «القبس» يوم الخميس الماضي بعنوان «جامعات ضهيب وجمعية الإخوان المهندسين» انتقد فيها قيام بعض المواطنين بشراء شهادات هندسة مزورة من شركة axact التي يملكها شخص اسمه ضهيب في كراتشي مؤيدا ما قامت به الهيئة السعودية للمهندسين بنشر قائمة سوداء بأسماء من حصل على هذه الشهادات المزورة ومنعهم من تولي أي مناصب إشرافية، مطالبا الكويت بأن تحذو حذو السعودية في هذا الاتجاه وتسارع في الكشف عن هؤلاء ومنعهم من تولي مشاريع البلاد.
ونحن نؤيد ما كتبه الزميل أحمد الصراف بكل قوة، بل ونطالب الحكومة الكويتية باعتبار التعليم أمن قومي تسن لمن يحاول العبث به عقوبات صارمة وقوية.
فمن المعروف أن أهم استثمار حاليا هو الاستثمار في العقول من خلال جودة التعليم لأنه السبب في ارتقاء وتطور الدول.
ولكننا نخالف الزميل أحمد الصراف في اتهامه مواد التدريس التي يرى فيها زيادة في الجرعات الدينية وتقل فيها الجرعات الأخلاقية بأنها السبب في سماح هؤلاء الأشخاص لأنفسهم باقتراف مثل هذه الجريمة والأضرار عمدا بأسرهم ومجتمعاتهم، لأن الدين الإسلامي أساسا دين يحث على مكارم الأخلاق، وذلك مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم «إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق»، وقوله صلى الله عليه وسلم أيضا «أكثر ما يدخل الناس الجنة، تقوى الله وحسن الخلق»، وقول أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها لما سئلت عن خلق النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: «كان خلقه القرآن»، وقول الله تعالى في وصف نبيه صلى الله عليه وسلم في سورة القلم الآية (4) (وإنك لعلى خلق عظيم).
ومن اطلع على القرآن الكريم وجد عدد الآيات التي تتحدث عن الأمور التي في الفقه 300 آية من 6236 آية في العقيدة والأخلاق، كذلك من يطلع على الأحاديث النبوية الشريفة يجد ان الأحاديث التي تتحدث عن الفقه تقارب الـ2000 حديث من إجمالي 60.000 حديث معظمها يتحدث عن العقيدة والأخلاق.
وهذا دليل قاطع على أن الدين الإسلامي هو دين أخلاق ومعاملات مرتكزة على توحيد الله وإفراده بالعبادة، كما أن هناك الكثير من العلماء والمفكرين الغربيين شهدوا بأن الدين الإسلامي هو دين يحث على العلم والتطور ولا يتعارض مع العقل.
فقد نقل عن «برناردشو» قوله في بحثه المعنون «الإسلام بعد مائة عام»: «إن المستقبل العاجل عندما يريد الرجال المفكرون أن يلجأوا إلى دين يحمي الفضيلة، ويقي المجتمع ويكون سببا للحياة السعيدة في البشر، فسيجدون الإسلام هو الدين الوحيد الذي يضمن لهم التقدم والنجاح، وأول البراهين على ذلك، أن الإسلام لا يمنع أي تقدم سواء كان النهضة الفلسفية أو الكيماوية، فالإسلام هو الدين الذي نجد فيه حسنات الأديان كلها، ولا تحد حسناته.
والإسلام دين حرية لا استعباد، وقد قرر أخوة الإسلام منذ ألف وثلاثمائة وخمسين سنة، وهو المبدأ الذي لم يعرف عند الروم والسابقين، ولا عند الأوروبيين والأميركيين الحاضرين»، وقال «اينشتاين»: «إن عظمة الإسلام تتركز في عوامل ثلاثة: أنه أحدث الأديان، وأنه لن يخاصم العلم، وأنه استطاع أن يعالج أزمات العالم».
ولكن للأسف ابتعاد المسلمين عن فهم دينهم الفهم الصحيح وتأثرهم بثقافات ومعتقدات لا تمت الى الإسلام بصلة جعلهما لا يتورعون عن ارتكاب الجرائم في حق أنفسهم وفي حق مجتمعاتهم ودولهم مثل قيامهم بالحصول على شهادات علمية وأكاديمية.
al_sahafi1@