عبارات يستخدمها البعض للتعبير عن حجم المشكلة مثل كرة الثلج، وهذه إحدى العبارات او الكلمتين التي لها دلالة بلاغية للتعبير بها عن أمر معين يكبر ولا يصغر، ولكن من أعطى هذا التعبير البلاغي لم يع يوما أن الثلج يذوب بفعل الحرارة والانصهار يحدث له سريعا وهذا ما عرفناه علميا وكيميائيا.
من كرات الثلج التي صار لها زمان تتقاذف بين أطراف العملية التعليمية دون استقرار لها عند طرف معين يظهر أنها تكبر وتتدحرج ليلا، وعندما تسلط عليها أشعة السلطة الديناصورية تذوب ولا يبقى لها أثر حتى مكان الرطوبة الوقتية التي تحدث بذوبان الصلب ليتحول الى سائل فهذا السائل لا لون ولا طعم ولا ملمس، وإنما رائحة نتنة تنبعث بين أروقة الإدارات التي عاث بها الفساد من أصغر عنصر في العملية التعليمية حتى أهم عنصرين بها وهما الطالب والمعلم، فمتى كان المتعلم المتلقي العنصر المتأثر والمؤثر في التعليم ومخرجات العملية التعليمية يفتقد الحس التعليمي الحقيقي والتيهان عن الهدف التعليمي الذي يعاني منه طلبتنا؟ فإننا هنا نقول مخرجات التعليم تحتضر.
فمن هذا المنطلق سألغي كرة الثلج لتصبح كرة اللهب التي تحرق كل ما يكون في طريقها وتنطفئ مخلفة الرماد وبقايا الحرق الذي ذر في الأعين وعماها وإن بصرت فلا تبصر النور الحقيقي.
فهذا حال طلبتنا الذين كانوا ضحايا أنفسهم ومعلميهم ووزارتنا التربوية التي لم تغربل من يعمل بها غربلة صادقة، من الأمور التي ساءت الوضع ان وزارة التربية أصبحت محط أنظار كل من أراد الوظيفة المهنية فأصبحت منافسة لوزارة النفط وشركة البترول ومميزات وزارة التربية المادية والوظيفية اكثر يسرا وسهولة منها مما جعل الغاية هي كيفية الحصول على شهادات والتوظف بها،
فالطالب الذي يتخرج من تحت أيدي معلم ممتهن التعليم مهنة وليست رسالة هو نفسه الذي يصبح معلم المستقبل وأسوأ من معلمه الذي علمه لأنه يضيف خبرته الى خبرة من علمه الفشل والاعتماد على الغير..
فهنا طالب الأمس معلم الغد وطالب الأمس مهندس الغد وطالب الأمس طبيب الغد، لا نعمم ولكن، القليل هم الناجون من فساد التعليم.
التعليم رسالة وليست وظيفة لمن ليس له وظيفة.
[email protected]