مر الأدب بعصور ومراحل كما هو الانسان في مراحل نموه وتطوره.. ففي عصر من عصورها وهو العصر العباسي انتشرت مسميات عديدة يتنافس على دراستها طلاب العلم، ومن هذه المسميات الحداثة والزندقة والشعوبية.. وغيرها من المسميات.. حيث كان يقتل او يشرد او يستقصى من أرضه من يتبنى إحدى هذه الأفكار.
بعض القائمين على التعليم الأكاديمي يحملون بين جنباتهم أنفاسا نتنة، هل من العصر العباسي ام العصر الأموي أم العصر الجاهلي أم ايدولوجيات وسياسات لم يسلم منها العلم..؟ فالوقت الذي تفتح الجامعات الأوربية أبوابها لدراسة الأدب العربي وتتبنى الأدباء العرب ليطلع شعوبها على إبداعات هذا الفن.. تغلق ادراج المكاتب على دراسات وشهادات استحقها أصحابها بمعنى كلمة الاستحقاق، وسكرت الأبواب في وجوههم لمطالبتهم بحق تم وأده منذ ثلاثين عاما، هذا ما يحدث في جامعاتنا العربية.. يطالب بالاستتابة لأنه كتب وبحث في حداثة العصر العباسي.. سؤال يجول ويصول بخاطري.. إن كانت الحداثة تستوجب الاستتابة والندم على العمل وعدم الرجوع إليه.. فما بال دراسة نظريات فرويد وعقده المرضية هل تستوجب الرجم حتى الموت؟!
الجهل الفكري او التشدد المصطنع الذي تفرضه قرصنة الفكر وقراصنته هي من كانت وراء ما حدث ويحدث لبعض المفكرين والدارسين هنا وهناك، ومنها صاحب هاشتاق أعيدوا ـ الدكتوراة ـ للسريحي وغيرها من الهاشتاقات التي تحارب قرصنة وإرهاب الفكر مثل هلكوني وكرتون وسرقوني.
وسائل التواصل الاجتماعي وحدت الصفوف لمحاربة الظلم وإصدار الحق للمظلوم.
أذهلني وأخجلني وقوف جميع المفكرين والمثقفين بهاشتاقات ثقافية لنصرة حق سلب وفكر حرمت من الاستفادة منه أجيال وأجيال لماذا؟... ونحن نصفق ونكرر اعادة نشر هاشتاقات السخف والمساخر ولا نعي او نفكر لمجرد الاطلاع على مثل هذه الحقوق المسلوبة لعل يأتي يوم ويسألنا أحفادنا لماذا سلب الأدب حقه وبأي ذنب قتل؟
أصدرت الأجيال حكمها ومنحته شرف أدبها فهو لم يخن أدبها ويبخسه حقه، وإنما كان صرحا ولم يزل جبل فكر.. دكتوراه الفخر والحب التي منحته الجماهير التويترية تكفي لإرجاع حق مسلوب ورفع ظلم عن مظلوم.. فقطرات قلمي تمهر توقيعي مطالبة بإرجاع حق لصاحبه ولو بعد حين.
[email protected]