هملان الهملان
نعم، نريد تجريم من يحاول المساس بالوحدة الوطنية وذلك بسبب تمادي بعض المحطات الفضائية المحلية التي تحولت إلى دور لرعاية لقطاء الفكر الجاهل والعنصري وهذا من أجل المال والتكسب المشبوه وتصفية الحسابات وبدلا من أن تكون منارة لبلد متحضر وديموقراطي حر أصبحت تبث سموما في مجتمعنا الكويتي المحافظ، سموما من نوع آخر غير الذي عهدناه من محطات الرذيلة وقلة الحياء.. وهذا من أجل ماذا؟.. المال وعلى حساب من؟... الوطن.
وبما أن الوقت بين حل مجلس الأمة وفتح باب الترشح للانتخاب كان قصيرا جدا ولم يكن بحسبان بعض هذه المحطات، أصبح التخبط لديها شديدا حيث أرادت كل واحدة منها كسب عدد أكبر من الدعايات والمناقشات الحوارية من مستقلين وأحزاب وتكتلات ومن يدفع لهم دون الرجوع لأنفسهم، هل هذه المادة الإعلانية لا تمس أحدا من أبناء الشعب الواحد بجميع أطيافه أو تشكل خطرا على الوحدة الوطنية؟ الأمر لا يهم.. المهم أن تدخل الملايين حساباتهم.
الغريب أن أحد لقطاء الفكر الجاهل والعنصري ومن أصحاب السوابق نشرت له دعاية لحملته الانتخابية فيها مساس بالوحدة الوطنية، وكان يجب ألا تجاز حتى في محطات الأطفال أو المحطات المتخصصة في مجال الإعلان بل باعته المحطة حلقة كاملة من أجل أن يبث سمومه لمصالحه الشخصية وإيقاظ الفتن الملعونة ويطعن في ذمم الآخرين والتشكيك في الولاء للكويتيين، ومن له الحق ومن ليس له الحق في العيش على هذا الوطن، هذا هو النوع الحديث الذي لم نعهده من السموم.
فرجائي وبعد مباركتي إلى كل من حالفه الحظ بالوصول إلى مجلس الأمة أن يعمل لتشريع قانون يجرم من يحاول المساس بذات الوحدة الوطنية فردا كان أم مجموعات حتى لا يعود هؤلاء اللقطاء وأعداء الديموقراطية لضرب المجتمع الكويتي وتفكيكه بسبب النعرات التي تهدم ولا تبني، فلنحافظ على بلدنا الحبيب من الأعداء الذين يتربصون بنا الدوائر.
اكتب مقالي هذا وقلبي يعتصر ألما لهذا الحال الذي وصلنا اليه ولا نعلم إلى أين سيذهب بنا،اللهم احفظ هذا البلد وأميره وشعبه من كل مكروه.