لم يكن يتصور أحد في يوم من الأيام أن تقوم الكويت باستيراد الغاز السائل وتحويله إلى غاز لإنتاج الكهرباء والمياه في محطات التقطير.. وقد كان، بل وأدى ذلك إلى توفير الملايين من الدولارات على خزينة الدولة.
وعلى نفس المنوال فإن استيراد المياه العذبة ليس بالمعجزة، بل من أبسط العمليات التي يمكن تنفيذها من دون أي مخاطر أو تكاليف باهظة كما هي الحال في الغاز.
وقد تم بالفعل توريد المياه الى بعض الدول في الأزمات مثل قبرص لمدة تزيد على 6 أشهر دون انقطاع، فلماذا لا تقوم وزارة الكهرباء والماء بالاطلاع والتعرف على تلك التجربة ودراسة إمكانية تنفيذها.
إن القلق والمخاطر المستقبلية واضحة جلية أمامنا وقد أكد م.أحمد الجسار في المؤتمر الختامي لبرنامج استهلاك المياه الأسبوع الماضي، ان انتاج الكويت بلغ 400 مليون غالون يوميا واستهلاكنا بلغ 390 مليون غالون وهذا تصريح خطير يستوجب تدارك الأمر.
إن سياسة الترشيد بلا شك ستساهم في تقنين الاستهلاك ولكن ماذا عن المستقبل؟ ماذا عن المدن الإسكانية القادمة؟ ماذا عن تكاليف دعم إنتاج المياه التي تستهلك من النفط والغاز المحلي والمستورد الكثير بشكل يومي ومخيف؟
ومادامت المشكلة عربية شرق أوسطية، خليجية فإن الحل في استيراد المياه والاستفادة منها بجميع الدول أمر حتمي، وعند الحديث عن استيراد المياه، فإن معلوماتي تشير الى ان هناك شركة سويسرية أسسها مستثمرون عرب قامت بحيازة حقوق استيراد ونقل وتوزيع المياه العذبة الفائضة عن حاجة بعض الدول الغنية بالموارد المائية مثل أيسلندا والبوسنة وموريشوس وغيرها، وقد قامت بالفعل هذه الشركة بتوريد المياه الى قبرص خلال أزمة الزلازل التي ضربتها في السابق وتقوم الشركة باستئجار الناقلات الضخمة وإعدادها وتهيئتها لنقل المياه الى أي جهة يمكن ان تستفيد منها للاستهلاك أو للتخزين.
وكل ما يتطلبه الأمر من الدولة المستوردة هو إعداد خزانات أرضية لاستقبال المياه ومن ثم ربطها مع شبكة توزيع المياه في الدولة بعد تصفيتها وتنقيتها من الشوائب، بل ان نوعية هذه المياه تتميز بانها مياه نبع طبيعية من آبار أو الجليد المذاب أو الأنهار ولها مواصفات عالمية تضاهي المياه المعدنية الطبيعية المعبأة والمبيعة في الأسواق.
وللأسف ان الدولة الوحيدة التي اهتمت وتقوم بدراسة استيراد المياه العذبة هي «إسرائيل» لأنها تعلم جيدا ان المياه في المستقبل ستضاهي النفط والغاز في قيمتها الاستراتيجية.
فهل تقوم وزارة الكهرباء والماء بالمبادرة؟ هل تسعى مؤسسة البترول لدراسة هذا الأمر وتوفير اكثر من 100 ألف برميل تستهلك يوميا لإنتاج الكهرباء والماء كما عملت في الغاز؟
[email protected]
alterkait _hamad@