لم يتجاوز حجم التبادل التجاري بين الكويت وتركيا 600 مليون دولار حتى عام 2015 وبدأ بالتضخم فقط عند ترسية بعض المشاريع الإنشائية الكبرى في الكويت على شركات المقاولات التركية.
كانت وما زالت الكويت تستورد فقط الحديد الصلب للإنشاءات وتصدر لتركيا فقط البتروكيماويات.
إلا أن القفزة النوعية في الاقتصاد التركي وضخامة هامش التصدير الصناعي والفني الذي تتمتع به تركيا الى دول اوروبا وآسيا وأفريقيا واهتمام الدولة بتشجيع الاستثمار الاجنبي والعربي خاصة، فإنه حري بنا استغلال هذه الفرصة للاستثمار النفطي والبتروكيماوي حيث تستورد تركيا من النفط والغاز ما قيمته 20 مليار دولار سنويا وتلبي 90% من احتياجاتها البترولية من الخارج.
وبما أن نشاط الدول النفطية مؤخرا بات في الانتشار النوعي وإنشاء المصافي البترولية لغرض تسويق النفط الخام حيث ستكون المنافسة على أشدها مستقبلا، لذا فإنه من الضرورة بمكان دراسة إنشاء «مصفاة لتكرير النفط الخام الكويتي في تركيا وتشييد مجمع للبتروكيماويات مرافق للمصفاة» وذلك لوجود معطيات اقتصادية بحتة تعزز من إيجابيات ذلك المشروع منها:
٭ موقع تركيا اللوجستي الذي هو الأقرب لأوروبا من اي مواقع استراتيجية اخرى، فيكون تكرير النفط الخام لصالح تركيا أولا والى اوروبا ثانيا.
٭ استهلاكات تركيا من المشتقات النفطية في تزايد مستمر نتيجة للنمو الاقتصادي المطرد والكثافة السكانية 80 مليون نسمة ناهيك عن تطور السياحة الذي بلغ 40 مليون سائح في عام 2015.
٭ تركيا حلقة الوصل وبوابة آسيا الى اوروبا لذا فإن الصين واليابان ودول جنوب آسيا تهتم باستغلال ذلك الموقع الاستراتيجي وهي تبعد عنها آلاف الأميال، فكيف لنا إن تمكنا من الحصول على موطئ قدم للاستثمار في تلك الدول في مجال البتروكيماويات، فإن الصناعة التي تعتمد المنتجات البتروكيماوية وخصوصا الاوليفينيات في تطور مطرد، وسبب ذلك، رخص العمالة التركية مقابل غيرها ونمو قطاع اعادة التصدير من تركيا الى اوروبا وروسيا وغيرها، حيث باتت معظم المنتجات الكهربائية والإلكترونية وصناعة الإطارات ذات العلامات التجارية الأوروبية المشهورة يتم إنتاجها في تركيا وتصديرها الى اوروبا.
٭ ستكون تركيا الدولة الثالثة عالميا بعد الصين والهند في استيراد الاوليفينيات لإنتاج المواد الصناعية والبلاستيكية خاصة خلال السنوات الـ 10 المقبلة، حسب الاحصائيات العالمية.
وإذا كان لدى المستثمر الكويتي هاجس انخفاض العملة التركية، فإن الجهات المسؤولة لطالما شجعت الاستثمار بالعملة الاجنبية التي تهم المستثمر الاجنبي.
لذا، وبمناسبة زيارة صاحب السمو الأمير غدا الاثنين إلى أنقرة، فإننا نتمنى ان تثمر تلك الزيارة بعض المشاريع الحيوية لدولتنا الحبيبة الكويت مع الصديقة تركيا.