ان الحديث في خطط التنمية يطول خاصة مع وجود خطة تنموية جديدة تأخذنا الى آفاق مستقبل لا نراه بوضوح من موقعنا هذا ولكن ما نعلمه عنها بعض التصريحات الرسمية وغير الرسمية وما نعلمه عن تاريخ التخطيط والخطط التنموية ايضا بعض التصريحات الرسمية وغير الرسمية، اما الانجازات بمؤشراتها فلا ترى في واقعنا الملموس ولم توثق في تاريخ الزمن ايجابا او سلبا فكل ما نملكه تصريحات، وأود ان أشير في هذا المقال الى ان التنمية البشرية في مفهومها الموسع يجب ان تتعدى المنظور الواحد عند التخطيط الاستراتيجي على المستوى الوطني واقصد بالمنظور الواحد منظور الحكومات فقط، التنمية البشرية من وجهة نظري هي مؤشر في حد ذاته لنجاح التنمية الوطنية او ما يعرف بالتنمية الشاملة والتي عادة ما تنهض بالدول والشعوب كوحده كلية متكاملة، فلا توجد تنمية بشرية مهما كانت خططها واستراتيجياتها ذكية الا وهي معدة ومرتبطة بعناصر التنمية الوطنية بل وتتعداها في الربط الى عناصر ومقومات التنمية العالمية، فالعالم يرتبط ببعضه البعض ويتأثر بتقدم او تخلف بعضه البعض.
فتطوير واعداد القوة البشرية في اي دولة اليوم هو تطوير للقوة البشرية الانسانية لجميع العالم، لذلك تتحدى الشعوب بعضها وتتنافس بينها لصبغة كفاءاتها البشرية بصبغة النمو المخطط، فالتنافس عنصر هام للتكامل العالمي فالكل في سفينة الحياة مرتبط ومتأثر ويؤثر .
نعم ان التنمية البشرية كمصطلح بات من الضرورة اليوم ان يفعل بمعناه الاوسع في المشاركة في اعداد الخطط التنموية والمشاركة في المحاسبة عليها، فالقضية تتعدى الشعارات غير المدروسة او البرامج المتناثرة من هنا وهناك والتي تدعي استقطاب الشباب والخبرات او برامج دعم العمالة الوطنية دعما ايجابيا او ماليا فقط او تستهدف صياغة اهداف انشائية مكتوبة في استراتيجية لا ترى الا في ادراج بعض المسؤولين او مانشيتات بعض الصحف، والله لا اعلم حقيقة الامر وحقيقة القناعة عند بعض المسؤولين، هل الخطط التنموية وتحديدا التنمية البشرية فيها هي قناعة اصيلة واطار للعمل في بلدنا ام عادة اجرائية لا تسمن ولا تغني من جوع؟ وانصح قبل الاجابة ان اسأل الاخوة صناع التنمية في سنغافورة واليابان ودبي عن حقيقة الامر وعن سر النجاح والتفرد؟ فلتراجع مساعي التخطيط الوطني ولتحدد محاورها الرئيسية على سبيل المثال منها محور التنمية البشرية ومحور البنى التحتية والمشاريع والبنى التكولوجية ومنها محور التنمية الاقتصادية والتمكين وخطة الدفاع الوطنية ومنها الشفافية والمؤسساتية والاصلاح السياسي والاقتصادي ومنها تعزيز الثقافة والهوية الوطنية والصحة والتعليم ومحور الشراكة والتعاون العالمي وغيرها من المحاور الرئيسية والتي تعتبر بوابات الاهداف الاستراتيجية، الذي يريد انجاح الخطط الاستراتيجية وخطط التنمية الوطنية يسعى الى تحقيق التنمية البشرية كمحور عمودي لأي نهضة ونمو، والا فسنلجأ الى المزيد من استقدام العمالة الوافدة والمزيد من مناقصات المشاريع الضخمة والتي سيستفيد منها الأجنبي وتقلل فرص قطاعنا الخاص الا اذا شرعت قوانين مسؤولة تلزم الشراكة الاجنبية بشراكة القطاع الخاص ونسب حقيقية لإدماج العمالة الوطنية المتخصصة في تلك المشاريع الضخمة، فليراجع صناع التنمية بوصلة الخطة التنموية المقترحة للتعرف على المسار الصحيح وليعيدوا وبصوت مسموع قراءة التاريخ ومؤشرات الانجازات ليكون لهم النجاح استحقاقا وليس شعارا واعلانا كاذبا او وهميا، فليشارك صناع التنمية الشعب ولا اقصد ممثلي الشعب فقط لأهمية التوجه ولتجنب اخفاقات الخطط السابقة والتي نفذها المسؤولون وراقبها نواب الامة، ولتوضح الادوار المرجوة على مستوى الفرد كل فرد، ففي قضية التنمية كل مواطن مسؤول عن وطنه ومسؤول عن العالم مادام حيا يرزق، ان الفرص التنموية وفيرة لكن النظرة الشمولية شحيحة والشراكة الاجتماعية نادرة مع الاسف، فلتكن دعوتنا صوتا جهورا لمسؤولي صناعة التنمية، اسألوا أنفسكم اين شراكة المواطنين في التنمية وما ادوارهم المنشودة، وما محاور الاهتمام؟ اسألوهم قبل ان تساءلوا. وليحفظ الله الكويت وليحفظ أميرها وشعبها ومستقبلها.
والله ولي السداد
[email protected]