مررت على هذه الوردة في منزلنا وهي تحاول أن تتفتح وتخرج إلى الحياة.. نظرت إليها متأملة.. كم من بيت جاورته الزهور ولم ينعم أصحابها بجمالها وشذاها وإيمانها..
تنوعت البيوت والمنازل فهذا جاور ربه وذاك خلا بحبه.. كم من سرير يلف حوله أهله في حسرة على مريضهم.. وكم من سرير لعروسين حوله الأهل يضحكون ويتسامرون..
ومتذمر من التخمة وباك من الجوع.. ومتكئ على أريكة الأمن والأمان.. ومتأرجح بين الخوف والحرمان.. ومتسخط من الأولاد ومنكسر من العقم يتمنى الأولاد.. كم من زوجين باتا متنافرين وآخرين فرقت الغربة بينهما فهم في لوعة الفراق ورجاء اللقاء..
كم من عاص لله منغمس في شهواته على شريعة شيطانه.. وكم من عابد تقي يزرع لآخرته ويرجو رضوانه..
كم من كادح يأتي آخر يومه لينام كالذبيحة من التعب.. ومن يتقلب على أغلى الأسرة يبحث عن النوم ويصارع الأرق..
آه لهذا الإنسان.. الذي أكرمه الله وأرسل له آلاف الأنبياء والحكماء والوعاظ على مر العصور فلم يتعظ.. تراه غافلا عن هدف وجوده الأول والأخير.. رضا الله والفوز بالجنة.. مع الكثير من حسن الخلق..
قال الشافعي في وصف من لم ينس كونه عابر سبيل:
إن لله عبادا فطنا
طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا
أنها ليست لحي سكنا
جعلوها لجة واتخذوا
صالح الأعمال فيها سفنا.
[email protected]