«خبر عاجل: مقتل مدمن في تيماء إثر تبادل لإطلاق نار مع قناصة القوات الخاصة وإصابة عسكريين».
عندما قرأت هذا الخبر صباح يوم الاثنين الماضي على وسائل التواصل الاجتماعي لم أفاجأ أبدا، ودائما ما كنت أتوقع حدوث أسوأ من مثل هذه الجرائم، بل توقعاتي كانت وما زالت تفوق هذا الحادث بكثير، في ظل ظاهرة انتشار السلاح في الكويت خلال السنوات الثلاث الماضية.
ولا يمر شهر من دون أن نسمع عن جريمة باستخدام السلاح، وإحصائيات وزارة الداخلية خير مثال على ما أقول، فمعدلات الجرائم البشعة في مجتمعنا للأسف في حالة تزايد كالنار في الهشيم، ووزارة الداخلية لا تحرك ساكنا بشأن انتشار الأسلحة، رغم أن مساحة الكويت سهل السيطرة عليها أمنيا خاصة أنها جغرافيا غير معقدة والمناطق المعروفة بالجرائم لا تمثل شيئا من عدد مناطق الكويت الآمنة، ولكن نقول كما قال المثل، ونبصم له بالعشرة « من أمن العقوبة أساء الأدب».
يا وزير الداخلية، الحفاظ على أمن الكويت بات مسؤوليتك، ويعد مسؤولية جسيمة في ظل التوتر الإقليمي في المنطقة، وعليك أن تحمل أوزارها، في ظل انتشار السلاح بأيدي المراهقين وغيرهم من المضطربين سلوكيا وطائفيا، للأسف لا يمر علينا يوم إلا ونسمع أصوات إطلاق نار هنا وهناك، ابتهاجا بحفل زفاف، أو مطاردة أو اقتحام مستشفى نتيجة خلافات عائلية أو شوارعية أو غيرها من مشاكل يشيب لها الرأس، وانا هنا لست بصدد ذكر حالات الحوادث الكثيرة التي تحدث نتيجة سقوط رصاص طائش يصيب أبرياء لا ذنب لهم، بقدر ما أنا مهتم بالحد من تلك المصائب من خلال الوقاية الأمنية وهي خير من العلاج وتعتبر المرحلة الأهم اليوم.
يا أبا خالد..
بعد أن كثرت جرائم السلاح لابد من تفعيل قانون جمع السلاح رقم 4 لسنة 2005 خاصة أنه يخضع لضوابط قانونية وإجراءات أمنية، قبل فوات الأوان.
الأمر خطير جدا والكل يعلم ذلك، والخطورة أطلقت تحذيراتها قبل عامين إبان الربيع الدموي المسمى بالعربي، في تلك الأثناء، ارتفعت أسعار بيع السلاح بشكل جنوني خوفا من اي تبعات طائفية قد تحدث، خاصة انه آنذاك كانت الأوضاع متوترة طائفيا في المنطقة، وقد يعود هذا التوتر في أي لحظة مادام أهل الفتن يعيشون أحرارا بيننا، ولايزالون يمارسون قذارة التحريض الطائفي بين الناس، وهدفهم زعزعة الأمن لتحقيق مآربهم أثناء الربكة الأمنية.
يا أبا خالد..
الحق حق، والحق «ما ينزعل» منه، وكثرة الحوادث في الآونة الأخيرة تمنحك اليوم فرصة التحرك لجمع السلاح بموافقة وتشجيع شعبي، حيث إن الناس يعيشون حالة قلق يومي من كثرة بلاوي جرائم السلاح، ومن واجب النواب التشريعي والأخلاقي الدفع نحو تفعيل هذا القانون، فالأمر ما عاد يحتمل التأخير.
أكرر مرة أخرى خطورة السلاح تأتي أثناء التأجيج الطائفي الذي مازال البعض يرسم ملامحه بريشة سامة بنفس طائفي، وهؤلاء دائما في حالة انتظار، فمن هذا المنطلق يجب جمع السلاح.
يا أبا خالد، توكل على الله، وشمر عن ساعديك قبل أن ترى نهرا من الدم وبعدها تعض أصابع الندم، فأمن الكويت أولوية وطنية وأهم من أي حسبات وترضيات.
هل سنسمع عن خبر عاجل عن جمع السلاح قريبا بدلا من خبر عاجل عن سطو مسلح؟